أعلنت أكاديمية الشعر، فى أبوظبى، اليوم الخميس، إطلاق موسمها الدراسى العاشر الخاص بدراسة الشعر النبطى، وقد استقبل مقر الأكاديمية فى أبو ظبى الملتحقين بالدراسة لهذا الموسم، بدءًا من 10 سبتمبر الجارى.
ويركز هذا الموسم كغيره من المواسم على عدد من المفاهيم والبحوث والدراسات التى من شأنها أن تكسب الملتحقين به معلومات نظرية وافية عن الشعر العربى بشقّيه الفصيح والنبطى، من حيث أنه بناء فنى ومعرفى يقوم على الأوزان ويلتزم بالقوافى ويرتبط بالموسيقى والصورة الشعرية، وتمكّنهم من الأدوات النقدية الخاصة بالشعر، وتعرّفهم بالثقافة الشعبية وأهميتها، وبآلية جمع وتوثيق الشعر من مصادره على اختلافها، وبأساليب البحث فى المراجع والدراسات، وبالنقد الأدبى باعتباره فناً إبداعياً ارتبط بالشعر الذى أبدع فيه العرب على مر العصور.
وإلى جانب الدراسات النظرية التى تقدمها الأكاديمية لطلبتها؛ فإن الموسم يهتم أيضًا بالتطبيق العملى الذى سيمكّن الطلبة الموهوبين من كتابة الشعر النبطى حسب الأصول والقواعد السليمة، وذلك بناءً على المعلومات النظرية التى ستتم دراستها على مدار شهرين متتاليين، ويمدّهم بالمعلومات التى تساعدهم فى ابتكار صور شعرية متميزة، وفى استخدام الكنايات والمحسنات اللفظية والبديعية، كما سيكسبهم المقدرة على الإمساك بمفاتيح النقد الأدبى للشعر بشقيه الفصيح والنبطى، ويمنحهم القدرة على قراءة النصوص الشعرية نقديًّا.
ويتناول الموسم العاشر الذى ينتهى فى الـ19 من شهر نوفمبر المقبل؛ خمس عشرة محاضرة تتضمن عدة محاور أساسية من بينها الشعر الفصيح والشعر النبطى والبحور والأوزان، والنقد، والتدوين والتوثيق، والإعلام الخاص بالثقافة الشعبية، وغيرها من المحاور التى يقدمها محاضرون من الإمارات والخليج العربى والوطن العربى.
وقد تمّ إدراج مادة "مدخل إلى الشعر الفصيح" فى مقدمة برنامج الأكاديمية لهذا الموسم، وفيها يتم التطرق إلى التسلسل التاريخى للشعر العربى منذ عصر الجاهلية، مرورًا بعصر الإسلام، فالعصرين الأموى والعباسى، ثم الشعر خلال القرون الوسطى، وصولاً إلى الشعر العربى فى العصر الحديث، ما له وما عليه.
ويستفيد طلبة الموسم الأكاديمى أيضا من مادة "مدخل إلى الثقافة الشعبية ومفرداتها" التى تعرف بالشعر النبطى عامة والشعر النبطى فى الإمارات من حيث النشأة والخصائص، وبمدى ارتباطه بشعر العربية الفصحى، فيما تتناول مادة "النقد" جماليات الشعر النبطى، وكيفية تحليل القصيدة النبطية فنيًّا ولغويًّا وطرحًا موضوعيًّا.
وفى مادة "الأوزان وعلم العروض النبطى" يطلع الطلبة على الطريقة السماعية من خلال اللحن، وعلى العروض علمًا وكتابة وعلى بحور الشعر النبطى، وكيفية معرفة البحر، وذلك عبر مساق "مادة البحور والأوزان" وفى إطار علم العروض سيتعرف الطلبة على القوافى أنواعِها وآليات ضبطها والعيوب التى تعتورها، أما مادة "الألحان التقليدية" فستمكّن الطلبة من معرفة أسماء تلك الألحان وعلاقتها بالحياة التقليدية لابن البادية، وكذلك علاقتها بالهجن والترحال.
ويحرص الموسم الدراسى الأكاديمى على تزويد الطلبة بحزمة معلومات تتعلق بالبناء الفنى للقصيدة النبطية من وجهتين: الوجهة الأولى تتناول الموضوع والشكل والأنماط وأساليب التصوير الفنى، والوجهة الثانية تتناول الجانب البلاغى والجمالى فى النص النبطى، بما يساعد الطلبة على الاستيعاب المُتقن لمفاهيم الاستعارة والكناية والرمزين الجزئى والكلى، وغير ذلك مما تعلّق ببناء الصورة الشعرية.
ومن أجل مساعدة الطلبة على دخول عالم البحث فى الموروث الشعبى خصّص الموسم الدراسى لأكاديمية الشعر محاضرتين للتعريف بأساليب جمع الشعر وتوثيقه من مصادره الأصلية، الشفاهية منها والمكتوبة.
ويُحظى طلبة الموسم بدراسة مادة "الإعلام والشعر النبطى"، من حيث تطور خطابه الثقافى والتحديات التى تواجهه، مع فتح نافذة واسعة على تطور الإعلام المرتبط بالشعر الشعبى وبالثقافة الشعبية عموما.
ويذكر أن مناهج الأكاديمية تم تطويرها مؤخرًا بهدف رفع مستوى الطلبة وكفاءتهم فى كتابة الشعر النبطى وفهمه ومعرفة كيفية التعامل مع النصوص الشعرية الشفاهية والمدونة، وآلية دراستها بشكل علمى ومنهجى، كما تأتى الدراسة الأكاديمية عموماً فى سياق ما تقدمه أكاديمية الشعر من جهود هدفها رفد الساحة العربية بالمبدعين المتميزين فى مجال الشعر الشعبى والثقافة الشعبية.