قال الدكتور حمدى النورج أستاذ الأدب العربى، بالمعهد العالى للنقد الفنى، بأكاديمية الفنون، إنه ينبغى قبل الحكم على أى من الراحلين العقاد والمنفلوطى، التقصى الجيد للمنجز الفكرى الذى يتأتى من خلال الوقوف على المنهج على كافة المؤلفات والمقالات والكتابات، مع عدم إغفال التنسيب الفكرى لهذه الشخصيات، لهذا لا ينبغى القول أو إصدار الأحكام على الشخصيات التى ساهمت فى الفكر العالمى ولا العربى فقط، فمثل هذا يفتقد لحسن القراءة وبلاغة استقصاء الخطاب المنجز.
جاء ذلك ردا على تصريحات عبد الآخر حماد مفتى الجماعة الإسلامية، حول أن الأديب الكبير عباس العقاد، لم يكن ملتزما بالسلوك الإسلامى، كما أن بعض كتاباته غابت عنها بديهيات الإسلام، رغم ما عرف فى كثير من كتاباته من دفاعٍ عن الإسلام ورموزه، إلا أنه فيما يظهر من حاله وما قرأناه عنه لم يكن يهتم كثيراً بالتزام السلوك الإسلامى فى حياته".
وتساءل "النورج" فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" من ينكر على العقاد التزامه الدينى وأنصاره لفكرة عالمية الإسلام وكتابه المهم "مكانة المرأة فى الإسلام" وجملة كتاباته الشافى فى الفرضية الإسلامية؟، مشيرا إلى أن الوقوف تصنيفيا على إسهامات الرجل يدل على أنه أخذ حظا وافرا من القراءة وفهما وترجيحا لمجمل القضايا الفكرية والإسلامية، فالعبقريات التى تتصدر إلى الآن قوائم الأكثر مبيعا، وتطبع كل العام بآلاف النسخ، خير دليل على عقلية الرجل، ذلك فضلا عن كتاباته عن الشخصيات الإسلامية التى ساهمت فى التاريخ الإسلامى بفضل البناء والتوسعة، وإذا كان ينظر للرجل على إنه مفكر، فالأولى النظر له على أنه مفكر ومجدد ومن صناع الأمة.
وأتم الدكتور حمدى النورج، إنه يجب أن لا نصدر أحاكم على الناس من جملة الآراء الشخصية أو الأحداث التى وقعت هنا أو هناك، فلسنا حراس على قلوب الناس، والإيمان علاقة خاصة جدا، وهو أمر يحاسب عليه الله وليس البشر.