صدر عن سلسلة عالم المعرفة، التابعة للمجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب فى الكويت، ترجمة عربية لكتاب "رياس البحر الهندى.. عصر الاستكشاف العثمانى"، من تأليف جانكارلو كازالى، ونقله إلى اللغة العربية المترجم مصطفى قاسم.
فى العام 1517 غزا السلطان العثمانى سليم مصر، ما جعل إمبراطوريته على اتصال مباشر مع العالم التجارى للمحيط الهندى للمرة الأولى فى تاريخها، وخلال العقود التالية أصبح العثمانيون أكثر انخراطا فى شؤون هذه المنطقة الشاسعة التى كانت مجهولة لهم فى السابق، وشكلوا فى النهاية تحديا عسكريا وأيديولوجيا وتجاريا للإمبراطورية البرتغالية التى كانت منافسهم الرئيس فى السيطرة على طرق التجارة المربحة خلال آسيا البحرية.
يعد كتاب "رياس البحر الهندى.. عصر الاستكشاف العثمانى" أول رواية تاريخية شاملة لذلك الصراع على الهيمنة العالمية الذى غطى قرنا من الزمن، وامتد من شواطئ البحر الأبيض المتوسط إلى مضيق ملقا، ومن داخل أفريقيا إلى سهول آسيا الوسطى.
يقدم كتاب "رياس البحر الهندى.. عصر الاستكشاف العثمانى" صورة غير مسبوقة للامتداد العالمى للدولة العثمانية خلال القرن السادس عشر، وذلك من خلال سرد مثير لحياة سلاطين وصدور أعظمين وولاة وجواسيس ورياس بحر ومرتزقة ونساء من الحريم السلطانى أثرت أفعالهم فى عصر الاستكشاف العثمانى.
إن كتاب "رياس البحر الهندى.. عصر الاستكشاف العثمانى" يتحدى السرديات التقليدية للهيمنة الغربية، إذ يدفع بأن العثمانين لم يكونوا مشاركين نشطين فى عصر الاستكشاف فقط، بل تفوقوا فى النهاية على البرتغاليين فى لعبة السياسية العالمية، مستفيدين فى ذلك من القوة البحرية والمكانة السلالية والدربة التجارية لفرق سيادتهم الإمبريالية على أنحاء المحيط الهندى.