انتشرت شائعات على مواقع التواصل الاجتماعى، عن احتمالية اصطدام نيزك بكوكب الأرض اليوم، وذلك بعدما كشفت تقرير نقلا عن مسئولين أن الطاقم داخل محطة الفضاء الدولية يتسابق لإصلاح "تسرب" نجم عن الاصطدام بنيزك صغير، نتيجة اكتشاف "كسر صغير" فى المحطة الفضائية.
وتسببت تلك الشائعة فى الحديث عن نهاية العالم، وكيف تنتهى الحياة فى العالم، وما هى التصورات التى ربما تحدث فى يوم القيامة بحسب التسمية الدينية، وهى الإجابة التى تبنتها كل الأديان الإبراهيمية، وحاولت خلق تصورات عن نهاية الزمان، متمشيا مع السياق الدينى لكل ديانة ورسالة منهم.
ومن هذا المنطلق حولنا فى السطور التالية، توضيح رؤية مختصرة عن تصورات الأديان عن يوم الدين، ونهاية العالم.
يوم الدين فى اليهودية
يرى كتاب "يوم القيامة بين الإسلام والمسيحية واليهودية: موسوعة العقيدة والأديان" للدكتور فرج عبد البارى، أن تصور نهاية العالم لدى الباحث اليهودى، من الأمور المعقدة، إذ لا تحمل أسفار موسى الخمسة، وأسفار الأنبياء تصورا محددا ليوم القيامة، إلا أن المؤرخينن اليهود ومن بينهم موسى ابن ميمون وضعوا تصورا له.
ومن علامات نهاية الزمان كما ذكرها حاخامات اليهود القدامى، ظهور البقرة الصفراء المقدسة، ومعركة هرمجدون التى ستقع فى محيط سهل مجدون فى فلسطين، وأن المسيح المخلص (معناها فى العهد القديم الممسوح بالدهن المقدس)، سيقود جيوش اليهود المؤمنين ويحققون النصر على الكفار، ويسود اليهود العالم".
وبحسب بعض المواقع اليهودية، فإن فى اليهودية يوم الحساب يسمى يوم "هدين"، وهو مصطلح عبرى يعنى اليوم الذى سوف يحاسب فيه الرب كل البشر فى نهاية الزمان، وهو يوم سيحاسب فيه كل الناس يهودا كانوا أو غير يهود، دون تمييز أو تفرقة.
يوم الرب فى المسيحية
نهاية العالم فى المسيحية، بحسب ما ذكره موقع "بشارة المسيح"، تشهد مجىء المسيح الثانى، ومن مظاهر هذا اليوم أن تظلم الشمس والقمر وتسقط النجوم وتنفخ الملائكة فى بوق عظيم، وحينئذ تكون نجاة المسيحيين.
وهو كما يظهر فى إنجيل (متى 29:24-31) : "وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِى ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِى السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا".
كما يذكر فى رسالة بطرس الثانية 3: 10 "تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِى فِيهَا".
يوم القيامة فى الإسلام
يؤمن المسلمون بيوم القيامة، ويسمونه بمجموعة من الأسماء تشمل اليوم الآخر ويوم الحساب ويوم القيامة وهو نهاية العالم والحياة الدنيا والذى لا يوم بعده، وهو موعد الحساب الذى يقوم الله بجزاء المؤمنين الموحدين بالجنة والكفار والمشركين بالنار، وبالرغم من أن الدين الإسلامى يشير إلى أن توقيت ذلك الحدث من الغيبيات وسر إلهى، إلا أنهم يؤمنون بعلامات تسبق حدوثه وتسمى بأشراط الساعة أو علاماتها وتقسم إلى علامات صغرى وعلامات كبرى، ومن علامات القيامة فى الإسلام، خروج المهدى المنتظر، ومجىء المسيح الدجال، ونزول المسيح، وخروج يأجوج ومأجوج.
ويوم الساعة أو القيامة فى الإسلام، غير معلوم، مثله كمثل الأديان الأخرى، وذلك استنادا للنص القرآنى فى قوله تعالى: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا (43) إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا" سورة النازعات.