صدر عن سلسلة إبداعات عالمية، التابعة للمجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب، فى الكويت، قصص مختارة للكاتب الروسى ميخائيل زوشينكو، نقلها إلى اللغة العربية المترجم يوسف نبيل، وراجعها أشرف الصباغ.
وفى هذه القصص القصيرة والطويلة المختارة من مختلف الأعوام يتعرف القارئ على صورة بانورامية شاملة للمجتمع الروسى فى تلك الفترة، حيث يتحدث عن الشقق المشتركة وعن الحمامات العامة وعن الشوارع ووسائل المواصلات وعن الكهرباء والفقر والجرائم وأزمة الإسكان والمستشفيات والنظام الطبى، بأسلوب ساخر بسيط بديع.
ولد ميخائيل زوشينكو فى عام 1894 فى ليننجراد "بطرسبورج حاليا"، وتوفى يوم 22 يوليو 1958. وهو من عائلة فنية، وبعد أن أنهى المدرسة الثانوية التحق بكلية الحقوق فى بطرسبورج لكنه لم يكمل الدارسة بها بعد أن قضى فيها بضع سنوات، وتطوع للذهاب إلى الجبهة، وهناك شارك فى الجيش القديم أولا "وصل فى الخدمة إلى رتبة ضابط أركان، وقد حصل على عدد من الأوسمة" ثم استمر بعد ذلك بالخدمة فى الجيش الأحمر.
تنقل ميخائيل زوشينكو فى غضون ثلاثة أعوام بين اثنتى عشرة مدينة وعشر مهن مختلفة. ومنذ عام 1921 بدأ فى العمل بالأدب، وكان واحدا من جماعة "الإخوة سيرابيون"، وهى جماعة أدبية ظهرت فى عام 1921 فى بتروجراد، وأخذت اسمها من أحد أبطال روايات الكاتب الألمانى أ.هوفمان، واستهدفت البحث عن أساليب واقعية جديدة مع الآخذ بالتجريب الشكلانى ورفض القوالب وعدم الالتزام بالمذاهب السياسية.
انتخب ميخائيل زوشينكو فى المؤتمر الأول للكتاب السوفييت، الذى عقد عام 1934 عضوا فى إدارة اتحاد الكتاب السوفييت، وفى عام 1935 نشر "زوشينكو" مجموعة قصصة هجائية بعنوان "الكتاب السماوى". واعتبر النقد الأدبى السوفييتى الرسمى أن ميخائيل زوشينكو قد خرج فى هذا الكتاب من أطر الهزل والهجاء الإيجابى، الأمر الذى جعل السلطات تفرض الحظر على نشر كتبه فى الاتحاد السوفييتى.
وبعد موت ستالين استعاد ميخائيل زوشينكو عضوية اتحاد الكتاب، ولكنه حرم من تقاضى المعاش التقاعد بعد بلوغه سن التقاعد، وتمكن ميخائيل زوشينكو عام 1957 من إصدار مختارات من قصصه، لكن صحته تدهورت سريعا، وقضى آخر سنوات حياته فى منزله الصيفى بمدينة سيستروريتسك حيث كان يواجه أزمة نفسية صعبة. توفى ميخائيل زوشينكو فى 22 مايو عام 1958 نتيجة إصابته بالسكتة القلبية، ودفن فى مقبرة بلدة سيستروريتسك بواضحى مدينة ليننجراد "بطرسبورج حاليا".