أكد اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أهمية الترجمة، وبالتالى ضرورة دعمها وتأييد أهلها من المترجمين، نظرًا لما تسهم به الترجمة وأهلها من خدمة لحركة الأدب والثقافة من جهة، ومن خدمة للمجتمع على الصعد القانونية والإدارية والإعلامية والمجتمعية بشكل عام.
وقال حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، فى بيان أصدره الاتحاد فى مناسبة اليوم العالمى للترجمة الذى يوافق يوم غد الأحد 30 سبتمبر، أن الترجمة، فى أساسها، إبداع، ويجب النظر إليها بما هى كذلك، حيث الترجمة مهنة محترمة، وهى البوابة الأولى للتعارف والتفاهم بين الشعوب والأمم، نحو نشر قيم المحبة والعمل والتضحية والسلام والحرية.
وأوضح الصايغ أن الترجمة تقع فى صميم اهتمام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، حيث تذهب المادة رقم 3 من النظام الأساسى للاتحاد إلى أن من أهداف الاتحاد ترجمة الإبداع الإماراتى إلى اللغات العالمية، وتشجيع نقل التراث العالمى إلى اللغة العربية، وتوثيق العلاقات مع اتحادات الكتاب العربية، ومع الكتاب والأدباء العرب والعالميين، وقد حول الاتحاد مقصد نظامه الأساسى إلى ملف للترجمة تخدمه برامج وشراكات متعددة، على رأسها الشراكة المثمرة والمنتجة مع هيئة الشارقة للكتاب بتوجيه من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس حاكم الشارقة الرئيس الفخرى لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وقد تمت، ضمن هذا المشروع، ترجمة أربعين عملا فى الشعر والقصة والمسرح والتاريخ والدراسات النقدية إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية، وجار ترجمة ستين عملا إلى اللغتين الهندية والإيطالية، مشددا على ريادة هذا المشروع فى المحيط العربى.
وورد فى بيان اتحاد الكتاب، إلى ذلك، أن الوعى بأهمية الترجمة، حاضر فى دولة الإمارات، على المستويين الرسمى والشعبى، فقد أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، مبادرة "تحدى الترجمة" غير المسبوقة، وبدأت فى تحقيق أهدافها سريعا، كما قامت أبوظبى مبكرا، وبرعاية كريمة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإطلاق مشروع "كلمة" للترجمة، مقرونا بمؤتمر سنوى للترجمة ينظم بالتزامن مع معرض أبوظبى الدولى للكتاب.
وأكد الصايغ أنه على الرغم من الجهود الكبيرة التى تبذل فى بعض الدول العربية، خصوصا دولة الإمارات، فإن حجم المنقول من اللغة العربية الى اللغات الأخرى وكذلك حجم المنقول من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، فى المعارف جميعًا لا يزال ضعيفًا جدًّا، إذا قيس بما يتم فى دول العالم، كما أنه لا يلبى حاجة العرب للإطلاع على ما ينتجه العالم فى الفنون والعلوم والآداب.
وتوجه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات إلى المترجمين العرب، وكل المترجمين فى العالم، بالتهنئة بمناسبة اليوم العالمى للترجمة، داعيا إلى المزيد من العمل الجاد نحو تحقيق الغابات النبيلة للترجمة، خصوصا الترجمة العكسية التى تخدم التراث العربى والأدب الحديث والمعاصر، وداعيا فى الوقت نفسه، إلى ضمان حقوق المترجمين المعنوية والمادية، وكذلك الحقوق المتصلة بالملكية الفكرية، بدءا من التعامل مع المترجم باعتباره مبدعا وشريكا للمؤلف فى الضوء، وليس رديفا له فى الظل كما هو حاصل الآن، للأسف الشديد، ولافتا النظر إلى ضرورة تركيز الجامعات العربية على الدراسات المترجمة، شرط تعديل وتجديد المساقات بما يتسق والتطور المحقق فى علوم اللغة العام والمقارن والتطبيقى، وذلك نحو تلبية متطلبات العصر، واستئناف حضارة الأجداد منذ الإرهاصات الأولى التى مهدت لتأسيس بيت الحكمة فى بغداد.