علق عدد من الأدباء والمثقفين على تهديد رئيس مؤسسة نوبل، للأكاديمية السويدية، بسحب جائزة نوبل للآداب للأبد، إذا ما لم يتم التوصل إلى حل جذرى فى المشكلات التى تواجهها الأكاديمية منذ الكشف عن الفضيحة الجنسية التى هزت أركانها، والتى أدت إلى تأجيل إعلان الفائز بجائزة نوبل للآداب لعام 2018 للعام المقبل 2019.
وفى هذا السياق، فإن رئيس مؤسسة نوبل، لارس هايكينستين، حذر الأكاديمية السويدية إذا ما لم تقم بإجراءات جذرية من شأنها حل المشكلات التى تواجهها بما فيها الفضيحة الجنسية، فسوف يقوم بسحب جائزة نوبل للآداب منهم.
وقال الناقد الدكتور حسين حمودة، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد": أعتقد أن كل الأحداث التى أحاطت بجائزة نوبل للآداب، وأثارت كل هذا اللغط، هى أحداث مؤسفة على مستويات متعددة، وأن ما وصلنا منها ليس كافيا أبدًا، وأنها مؤثرة داخل مؤسسة هذه الجائزة لأنها انتهت إلى هذا القدر الكبير من التصدع، والانشقاق.
ورأى حسين حمودة أنه يصعب تدشين جائزة جديدة تستطيع أن تقوم بالدور الذى قامت به نوبل فى الأدب، كما يصعب إقامة هيئة أو منظمة أو أكاديمية أخرى تقوم بالدور الذى قامت به الأكاديمية السويدية، وعلى ذلك كله، فنحن للأسف لا نملك إلا أن تنحسر هذه المشكلات التى يراها السويديون فى حجم ونراها نحن فى حجم آخر.
وقال حسين حمودة، أتصور أن أى تدشين جديد لمؤسسة أو لجائزة يحتاج إلى جهد ووقت كبيرين من أجل الوصول إلى سمعة واعتراف وحضور كما كان الحال مع جائزة نوبل، وللأسف نحن لا نملك إلا أن ننتظر ما سوف تنتهى إليه هذه الحسابات الداخلية والبحث عن حلول أخرى والوصول إلى صيغ داخل الأكاديمية السويدية.
من جانب آخر، قال الكاتب والناقد طارق إمام، إن جائزة نوبل للآداب، ارتبطت بالأكاديمية السويدية، وفقا للاسم الدارج، والذى أصبح جزءا من هويتها، والذى سوف يترتب عليه تغير الهوية، والاسم، بالتأكيد.
ورأى طارق إمام أنه إذا كانت المشكلة قادمة من أفراد، فالحل بسيط، لكن من خلال متابعتنا للجائزة، فإن الجائزة بحاجة إلى وضع هيكل جديدة، والعمل بما فى ذلك، على إعادة التعريف بالجائزة، مضيفا: "بعد حصول بوب ديلان، فمن حق عمرو دياب أيضًا الحصول عليها، وبالتالى يحق لى أن أحصل أنا ككاتب على جائزة الأوسكار وفقا لأى رواية من أعمالى".
ورأى طارق إمام أنه فى السنوات الأخيرة بدا أن هناك انحيازا للأدب "الخفيف" وكذلك الأيديولوجيا، كما ظهر أن هناك تلاعبا فى تعريف الأدب، مضيفا: "إن كنت فى الأساس لست مع الجمود، ولكننى لست مع ترك الأشياء على عواهلها، لقد أصبحنا أمام قضية كبرى وهى التحرش بالأدب، وليس تحرش الرجل بامرأة".