دائما ما يرتبط الإنسان بمحيطه البيئى ليؤثر ويتأثر، فهو إما تابع أو متبوع، فهكذا كانت ومازالت وسوف تكون للحضارات الإنسانية بالغ التأثير فى العالم المحيط وانعكس ذلك على حالته العلمية والثقافية والأدبية، فمحور حداثة وتقدم الأمم والشعوب هو الإنسان وليس الزمان، فالزمان ما هو إلا عنصر يذكرنا بالأحداث، إنما إرادة الإنسان هى ما يصنع الحدث.
فبنظرة بسيطة لوضعنا الحالى وما وصلت إليه الإنسانية عامةً وشعبنا خاصةً من حالة لا يرثى لها، حيث أصبحنا تابعين بعدما كنا متبوعين مؤثرين نؤثر ولا نتأثر مهما مرت المواقف والأحداث ولكن ليست تلك المشكلة ! فالأيام دول فيوم لك ويوم عليك ولكن الإشكالية العظمى ! هو وضعنا الراهن حيث أننا نتغنى طوال الوقت عن أعظم حضارة وأعظم تاريخ وهما كذلك بالفعل ولكن هذا كلام دون أفعال دون انعكس لأى عمل أو حداثة امتدت من جذور عريقة سعيا نحو حداثة وتقدم، فنحن الآن أصبحنا فى نهاية القطار بل يمكن القول أننا أصبحنا خارجَ القطار تماما.
الحضارة البشرية والحداثة الإنسانية ليست فقط تاريخ مضى يُفتخر به ولكنها عزيمة وإرادة وبناء وعمل وجهد، فيا مصرى أنت من يصنع الحضارة والتقدم وليست الأحداث التاريخية أو الحضارة الفرعونية التى تستند عليها دون عائد أو فائدة، أنت من يصنع الواقع ليؤثر فى المستقبل لتبنى حضارة تعكس تقدم حقيقى للمجتمع.
فيا مصرى يا إنسان أما آن الأوان لتفيق من عبق الزمان بالاعتماد على حضارة لن تأتى بمستقبل أو أى تقدم أو صناعة أو عمران بل انظر إلى المستقبل بسعى وإرادة مصرى يريد أن يبتكر ويبدع للوصول إلى نهضة حقيقية للمضى فى طريق الازدهار والرقى والعيش الكريم لكى يحقق هو (العيش والحرية والعدالة الاجتماعية).