ينتظر الكثير من الناشرين والمتابعين لصناعة النشر، معرض فرانكفورت الدولى للكتاب، والذى سيقام قريبا خلال الأيام من 16 أكتوبر الجارى وحتى 20 من الشهر نفسه، ويبدو أن الطابع السياسى سيكون مسيطرا هذه الدوره، فمن الفعاليات البارزة إلقاء الضوء على كتاب "النار والغضب" للمؤلف مايكل وولف، وذلك فى تحدٍ واضح للرئيس الأمريكى ترامب الذى حاول وقف نشر الكتاب.
وتؤكد رسالة معرض فرانكفورت، والذى يعد الأول عالميا، أن صناعة النشر لاتزال فى نمو سريع، ففى خلال السنوات الماضية كان يتردد سؤال حول علاقة التطور الرقمى بصناعة النشر، وهل يتكيف الناشرون مع هذه السرعة التكنولوجية؟ ويبدو أن هذه المرونة موجودة، ومعرض فرانكفورت للكتاب مثال قوى على "صناعة الكتاب".
وقال يورجن بوس، الرئيس والمدير التنفيذى لمعرض فرانكفورت للكتاب إن صناعتنا متقلبة للغاية من جهة، لكن من ناحية أخرى، إذا نظرت إلى الأرقام فى جميع أنحاء العالم، فهى واحدة من الصناعات الأكثر استقرارا التى يمكنك التحدث عنها، مضيفا أنه يعتبر نشر الكتب بالطبع تجارة ناضجة فى بعض دول العالم، بما فى ذلك أوروبا والولايات المتحدة.
وأشار المدير التنفيذى، إلى أنه على المستوى العالمى هناك نمو قوى فى عدد من الأسواق الناشئة، خاصة فى إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، هذا النمو يغذى حقبة من التوسع الدولى لمعرض فرانكفورت للكتاب، لذلك لدينا الآن عدد أكبر من العارضين الدوليين، إضافة إلى أن المعرض يضم المزيد من المواهب والقصص والثقافات من جميع أنحاء العالم.
ولفت المدير التنفيذى، إلى أن هذا النهج العالمى، بالضرورة يوجه نحو بعض الأسئلة السياسية، فالدور الذى يلعبه معرض فرانكفورت ليس فقط فى صناعنه النشر الكتب وتوزيعها، بل أنه يساعد على ممارسة حرية التعبير لأنها فى الحقيقة العمود الفقرى لفرانكفورت، وكون فرانكفورت من أهم المعارض العالمية لذلك يعتبر المكان الأمثل لمناقشة الكثير من القضايا الأخرى غير المتعلقة بالثقافة فقط.
وتابع المدير التنفيذى، إن الكتب السياسية سيكن لها شأن كبير فى معرض فرانكفورت الدولى لعام 2018، خاصة بعد تزايد نسبة المبيعات فى الأسبوع الماضى، حيث سجلت الكتب السياسية أعلى حجم مبيعات لها خلال 15 عامًا، ويبرز معرض هذا العام مرة أخرى برنامجًا قويًا، ويحتوى الكثير منه على إيحاءات سياسية. ومن بين النقاط البارزة، سيقدم الكاتب النيجيرى تشيماماندا نجوزى الكلمة الرئيسية للمؤتمر الصحفى.
وبطبيعة الحال، فإن شريان الحياة لمعرض فرانكفورت للكتاب هو تجارة الحقوق، ويضم المعرض ما يقرب 528 جدولًا مع 358 وكالة من جميع أنحاء العالم. يقول بووس: "إن أعمال الحقوق التقليدية آخذة فى النمو، وعلى رأسها نشهد الكثير من أنشطة الترخيص والترويج.