أصدرت أكاديمية الشعر، فى أبوظبى "ديوان محمد بن ثانى بن زنيد.. حياته وأشعاره وقصائد لشعراء من أسرته" للباحث سلطان العميمى، أحد أهم شعراء النبط فى دولة الإمارات فى القرن العشرين
وأشارت أكاديمية الشعر، فى بيان صحفى لها، أن الشاعر محمد بن زنيد السويدى، ولد فى منطقة ديرة فى دبى سنة 1888م، حفظ القرآن الكريم فى طفولته، ثم شرع فى نظم الشعر ما بين سن الثانية عشرة والثالثة عشرة. وعمل فى مهنة الغوص فى مطلع شبابه، كما ربطته علاقة بالشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم حاكم دبى "1912 ـ 1958" ومدحه فى عدة قصائد، ثم اتصل من بعده بالشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وأنجاله الشيوخ ومدحهم فى قصائد عدة، وله أكثر من قصيدة قالها فى وصف النهضة الحضارية والعمرانية التى حدثت فى إمارة دبى بعد تولى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم مقاليد الحكم فيها.
ويضم هذا الإصدار اثنتين وستين قصيدة، إضافة إلى ثلاث وعشرين قصيدة لأفراد من أسرته، وقسّم المؤلف عمله عن ابن زنيد إلى فصلين ومجموعة ملاحق، تناول الأول، سيرة حياة الشاعر وتجربته الشعرية، مروراً بنظمه الشعر ومرحلة شبابه وسفره إلى الدمام، ونتاجه الشعرى ومساجلاته مع شعراء عصره، ومكانته الشعرية، وقصائده التى فقدت فى أثناء حياته، وانتهاء بوفاته التى كانت فى عام 1979م. أما الفصل الثانى ـ وهو الجزء الأكبر فى الإصدار ـ فضم قصائد الشاعر التى صاحبها شرح وافٍ لمفرداتها إلى جانب ذكر مصدر كل قصيدة ومناسبتها. وفى آخر الكتاب أفرد المؤلف ملاحق تناولت القصائد المنسوبة إلى الشاعر، وقصائد لشعراء من أسرته، ووثائق وصور لمخطوطات ومدوّنات حفظت إبداعه.
وقد اعتمد المؤلف فى تقصيه سيرة حياة الشاعر ابن زنيد وقصائده على روايات أفراد أسرته، وما ورد فى المخطوطات الشعرية والمراجع المتوفرة.
ويعتبر الشاعر محمد بن ثانى بن زنيد أحد أهم شعراء النبط فى دولة الإمارات فى القرن العشرين، نظراً لتميز تجربته الشعرية التى تركت تأثيرها على شعراء ساحة الشعر النبطى. ووصف المؤلف قصائد شاعر الديوان بأنها تتميز بالجزالة وقوة السبك، مع خصوصية المفردة واللغة الشعرية البعيدة عن التقليدية السائدة. كما تميزت قصائده بتعدد الأغراض الشعرية التى كتب فيها، مثل العاطفة والمدح والرثاء. وأشار العميمى إلى الحضور الواضح لثقافة الشاعر فى قصائده، وهى ثقافة استقاها من علوم عصره وعناصر بيئته التى عاش فيها، كمفردات النجوم والفَلَك والبحر والإبل. إضافة إلى كثرة المساجلات الشعرية بينه وبين عدد من شعراء عصره.
وقد وصف الأديب حمد بن خليفة بوشهاب شاعر الديوان بقوله: (الشاعر العارف بأسرار الشعر وفنونه، العالم بخفاياه ومضمونه، ويعتبر من كبار شعراء الامارات المعدودين وأبلغهم فى نظمه). كما شبّه الشاعر سالم الجمرى ألفاظ أشعار ابن زنيد بالتبر والدر، ووصف الشاعر على بن مصبح بالقيزى شعر ابن زنيد فى إحدى قصائده بأنه احتوى على كل الأغراض والفنون الشعرية، ولم يترك مجالاً لغيره حتى يتجاوزه شعرياً.