ضمن عدد من الكشوفات الأثرية الكبرى التى ظهرت مؤخرًا فى مصر، كشفت مصادرة مطلعة بوزارة الآثار، عن اكتشاف مقبرة أثرية يرجح أنها لأخوى النبى يوسف "بنيامين وإليسع"، بمنطقة الأباجية والتونسى بالخليفة.
الغريب أن الكشف الأثرى الجديد، يأتى مصحوبًا بعدد من التساؤلات حول حقيقة دفن إخوة النبى يوسف فى مصر، وحقيقة المقابر الموجودة بالفعل والمعروفة بمشهد إخوة يوسف، وأسئلة أخرى عن هوية صاحب مقبرة بنيامين أخو يوسف الصديق، الموجودة الآن بمنطقة الدرب الأحمر.
فى البداية اختلفت الدراسات حول حقيقة إن كان إخوة النبى يوسف ماتوا ومن ثم دفنوا فى مصر، أم أنهم دفنوا فى مكان آخر.
وبحسب كتاب "شبهات وهمية حول الكتاب المقدس"، للقس منيس عبد النور، فإن سفر الأعمال يذكر أن يعقوب دفن بشكيم "الاسم القديم لمدينة نابلس"، والمقصود من اسمه بنى يعقوب، موضحًا أن هناك تقليدًا يهوديا يرجح بأن إخوة يوسف دفنوا هناك، لكن هناك من يرفض ذلك التقليد.
بينما يذكر كتاب "من تراث شيخ الإسلام ابن تيمية" أن أهل السير ذكروا أن إخوة يوسف ماتوا بمصر، وهو أيضًا "يقصد النبى يوسف" لكنه أوصى بنقل جثمانه إلى الشام قبل وفاته، وهو ما قام به النبى موسى.
وإخوة يوسف أسماؤهم: روبيل وهو أكبرهم، وشمعون، ولاوى، ويهوذا، وزيالون، ويشجر وأمهم ليا بنت ليان وهى بنت خال يعقوب وولد له من سريتين أربعة نفر: دان، ونفتالى، وجاد، وأشر ثم توفيت ليا فتزوج يعقوب أختها راحيل فولدت له يوسف، وبنيامين فكان بنو يعقوب اثنى عشر رجلاً .
وبحسب ما يوضح الكتاب المقدس فإن يوسف تُوفى فى مصر بعد أن عاش (110) سنوات ودُفن فيها، وبعدها تمّ نقل رفاته إلى بلاد الشام، أيام موسى عليه السلام بناءً على وصيّةٍ من سيدنا يوسف عليه السلام، وقبره على الأرجح فى فلسطين بمدينة نابلس.
أما إخوته فهناك مشهد لإخوة يوسف، هو أحد المساجد التى أنشئت فى عصر الدولة الإيوبية فى مصر، يقع هذا المشهد بالقرافة الجنوبية على بعد مائة متر شمال مسجد لؤلؤة، لكن ليس هناك أى دليل على وجود جثمانهم فيه.
وفى منطقة الباطنية بالدرب الأحمر خلف الجامع الأزهر الشريف، هناك مسجد مغلق منذ أكثر من 8 سنوات، فوقه لافتة مدون عليها "هنا قبر سيدنا بنيامين شقيق سيدنا يوسف الصديق"، لكن الطريف أن بنيامين له مقامات فى عدة أماكن أخرى أيضًا مثل فلسطين، وفى لبنان، وكان الدكتور عبد الله الناصر حلمى، أمين عام اتحاد القوى الصوفية، صرح من قبل بأن وجود جثمانه فى مصر مستبعد.