رسائل إلى شاعر شاب.. سلسلة من الرسائل كتبها شاعر ألمانيا الأعظم راينر ماريا ريلكه، فى بداية القرن العشرين، وأعلنت دار الكرمة للنشر، فى القاهرة، عن صدورها، ونقلها إلى اللغة العربية المترجم صلاح هلال.
رسائل إلى شاعر شاب.. هى سلسلة من الرسائل التى كتبها راينر ماريا ريلكه، إلى ضابط شاب، تتضمن نصائح فى الكتابة والحب والشهوة والمعاناة وطبيعة النصيحة نفسها.
هذه الرسائل أصبحت منذ ذلك الحين، مؤثرة بشكل كبير فى أجيال وأجيال من الكتاب والفنانين من جميع الاتجاهات والمشارب، الأمر الذى جعل من رسائل ريلكه مصدرا لانهائيا للإلهام والسلوى حتى يومنا هذا.
ظروف نشأة شاعر ألمانيا الأعظم
فى الرابع من ديسمبر لعام 1875 ولد رنيه ماريا ريلكه فى براج، وذلك بعد انفصال والديه عام 1884، عاش مع والدته. أراد والداه توجيهه نحو المهن العسكرية، فسجلاه تباعًا فى عدة مدارس عسكرية، ابتداء من عام 1886. لكنه فصل منها نهائيًّا عام 1891، لعدم ملاءمته البدنية للحياة العسكرية. وكان قد بدأ كتابة القصائد والقصص القصيرة فى سنوات المراهقة تلك، وأصدر أول ديوان شعرى له عام 1894، "حياة وأغانى".
نال ريلكه الشهادة الثانوية فى براغ عام 1895، وبدأ دراسات عليا فى الأدب وتاريخ الفن، ثم انتقل إلى ميونيخ وهناك بدأ دراسة الفلسفة، وتعرف إلى لو أندرياس سالوميه التى ستصبح عشيقته أولًا، ثم صديقته الحميمة مدى الحياة.
وفى عام 1897، انتقل مع لو أندرياس سالوميه إلى برلين، وغير اسمه من رنيه إلى راينر. وفى رحلة إلى إيطاليا عام 1898، إلى "فلورنس" و"فياريدجو" تحديدًا، كتب أول نسخة من مسرحيته "الأميرة البيضاء".
عاد إلى برلين والتحق بجامعتها ليدرس تاريخ الفن. بين 1899 و1900 قام برحلتين إلى روسيا مع "لو"، وبدأ يحضر لكتاب عن الرسامين الروس، لكنه لم يكمله، وتعرف إلى ليو تولستوى الذى يعد من عمالقة الأدب الروسى.
كما تعرف شاعر ألمانيا الأعظم على كلارا فستهوف، وهى نحاتة وتلميذة "رودان"، فى صيف 1900، وتزوجها فى العام التالى ورزقا بنتًا وحيدة، "روث"، فى العام نفسه.
وفى عام 1902، كلفه ناشر ألمانى بتأليف كتاب عن "رودان" فتوجه إلى باريس والتقى النحات، ونُشر الكتاب عام 1903. عمل سكرتيرًا لـ"رودان" بين 1906 و1907، ونشر روايته الوحيدة، "دفاتر مالته لاوريدز بريجه" عام 1910. سافر إلى أفريقيا الشمالية ومصر نهاية عام 1910 وحتى مارس 1911.
قضى راينر ماريا ريلكه معظم سنوات الحرب العالمية الأولى فى ميونيخ لتعذر عودته إلى باريس فى تلك الظروف. بعد الحرب، عام 1919، تنقل بين مدن سويسرا وألقى سلسلة محاضرات، واستقر فى مقاطعة فاليه ابتداء من 1921. وفى عام 1923 نشر ديوانيه الأشهرين، "مرثيات دوينو" و"قصائد أورفيوس".
أصيب راينر ماريا ريلكه بسرطان فى الدم وأقام فى المصحات السويسرية مرارًا بين 1924 و1926، وفى هذه السنوات كتب قصائد بالفرنسية وترجم أعمال بول فاليرى إلى الألمانية، والتقى الشاعر الفرنسى أكثر من مرة. ورحل راينر ماريا ريلكه فى 26 ديسمبر 1926.
يشار إلى أن مترجم رسائل إلى شاعر شاب، هو المترجم صلاح هلال أستاذ مساعد للأدب الألمانى الحديث فى كلية التربية جامعة عين شمس ومترجم تحريرى ومترجم فورى ومراجع حر. حاصل على الإجازة الدولية لتدريس اللغة الألمانية من معهد جوته وجامعة ميونخ. كما درس الأدب الألمانى القديم والحديث والنقد الأدبى والترجمة والعلوم الإسلامية فى جامعة بون بألمانيا.
ترجم عديدًا من الأعمال العلمية والأدبية، لـ"نافيد كرمانى"، و"ماكس فيبر"، و"أرنو جايجر"، و"هيلكه زوزينبووم"، و"يانا فراى"، وغيرهم، كما ترجم كتب أطفال لـ"يوليا بومى". وهو بالإضافة إلى كل ذلك يكتب الشعر والزجل والقصة.
من أجواء رسائل إلى شاعر شاب نقرأ معا
"لذلك، سيدى العزيز، لم أجد لك نصيحة إلا تلك: تعمَّق فى ذاتك وابحث فى أعماقها التى تنبع منها حياتك، ففى نبعها ستجد الإجابة عن السؤال ما إذا كان عليك أن تُبدع. خذها كما تبدو، من دون تأويل.
ربما يتضح عندها أنك خُلقت لتكون فنانًا... ستجد حياتك على أى حال من تلك اللحظة طُرقًا خاصة بها، وأتمنى، أكثر مما يمكننى قوله، أن تكون تلك الطرق جيدة وغنية ورحبة".