فى أسبوع واحد حدثت أشياء متناقضة فى قطر فقد تم العفو عن الشاعر ابن الذيب والذى يرجعه البعض لمحاولة الظهور بشكل جيد قبيل استضافة قطر المؤتمر العالمى لمعهد الصحافة الدولى، ومن ناحية أخرى صادرت مؤسسات الدولة رواية "عناقيد الرذيلة" للكاتب الموريتانى محمد ولد حافظ.
"ما تنفع القسوة معى يا حكومة.. أنا العلاج اللى يداوينى اللين" كان هذا أول ما قاله الشاعر القطرى محمد العجمى المعروف بـ"ابن الذيب"، بعد إخلاء سبيله من السجن الذى أمضى فيه أكثر من ثلاث سنوات، حيث تمت محاكمته عام 2011 بسبب قصيدة بتهمة التحريض على النظام، كما ذكر موقع سى إن إن.
وأكدت أسرة الشاعر القطرى محمد العجمى المعروف بـ"ابن الذيب"، إخلاء سبيله من السجن وقالت إنه يتمتع بصحة جيدة، وكان قد صدر عفو أميرى عن العجمى بعد أن أمضى أكثر من ثلاثة أعوام فى السجن.
أما من ناحية أخرى فقد أعلن الروائى الموريتانى محمد ولد حافظ، والمقيم بالعاصمة القطرية الدوحة، عن مصادرة وزارة الثقافة القطرية لروايته "عناقيد الرذيلة" الصادرة مطلع العام الجارى عن الدار العربية للعلوم "ناشرون"، كاشفًا أنه قبيل شهرين أرسلت له الدار 100 نسخة من الرواية عبر الشحن الجوى، إلا أن الجمارك أبلغوه بإلزامية مرورها على وزارة الثقافة القطرية، وأن الأمر روتينى لا يستغرق أكثر من أسبوع. وأضاف الروائى الموريتانى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أنّه وبعد الكثير من المتابعة معهم والتواصل فوجئ اليوم بإبلاغه بمنع الرواية ومصادرتها، موضحا "لما طلبت منهم إعادتها للجهة التى جاءت منها، أو منحى فرصة إرسالها لجهة أخرى رفضوا، والحجة بأنها تحوى بعض المفردات والتراكيب التى يرفضها الذوق العام المحلى". ويرى مؤلف الرواية المصادرة، أن النص احتوى الكثير من نقد سلطة "الفقيه" بالمعنى الإسلامى العام، واستخدام الدين ذريعة لمصادرة الحرية الفردية، كما سلط النصُّ الضوء على الكثير من الممارسات العنصرية الظالمة؛ سواء أكانت ممارستها على أساس اللون أو الطائفة أو الفكر، ومنع الرواية حسبما يعتقد ولد حافظ أنه ليس إلا امتدادا للفكر العربى العمودى؛ الممتد من زمن بعيد، والذى يرفض مبدئيًا وجود رأى آخر.