يشارك اتحاد الناشرين العرب، لأول مرة، بشكل أساسى فى مؤتمر وزراء الثقافة العرب، المقرر انطلاقه غدا، 14 أكتوبر، والسؤال الذى يطرح نفسه هو ما الفائدة المتوقعة من هذه المشاركة؟
فى هذه المشاركة سيتم طرح مشاكل وأزمات الناشرين أمام عدد كبير من الوزراء الثقافة بالوطن العربى والبحث عن حلول لكل ما يعرقل صناعة النشر، وطرح أزمات الثقافة وما يواجه مهنة صناعة النشر فى العالم العربى سواء فى النشر أو التوزيع أو المشاركة فى المعارض الدولية.
وكان "انفراد" قد انفرد بنشر مذكرة اتحاد الناشرين العرب المقدمة للدكتورة حياة القرمازى، مدير إدارة الثقافة - المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الإلكسو، والمقرر عرضها على مؤتمر الوزراء العربى، وفيها: إن صناعة النشر فى عالمنا العرب تمر اليوم بصعوبات ومشكلات كبيرة، ويتهددها الانهيار والتوقف، وقلة المنتج الثقافى، الذى لا يتناسب مع عدد سكان الوطن العربى رغم التوسع فى إنشاء المدارس والجامعات وزيادة عدد السكان، وأن من المشكلات التى تواجهها صناعة النشر، عزوف المواطن العربى عن القراءة، وعدم احترام حقوق الملكية الفكرية، والرقابة التى تحد من انتشار الكتاب العربى، وارتفاع الرسوم الجمركية والضرائب، وأيضًا ارتفاع أجور الشحن والإعلانات من الزيادة المطردة فى رسوم إيجار المعارض العربية، بالإضافة إلى العديد من المشكلات.
ونأمل باعتبار "الأليكسو" الجهة المنوط بها، والحريصة على الارتقاء بالثقافة والحضارة العربية للمواطن العربى التعاون مع اتحاد الناشرين العرب فى وضع هذه المشكلات أمام وزراء الثقافة العرب، ليساعدوا فى حلها وتنهض صناعة النشر فى وطننا، من خلال دعمهم لينتشر الكتاب العربى عربيًا ودوليًا، الذى هو الوعاء الأول للثقافة، مع الإيمان بأن أساس أى تنمية سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، تكون الأولوية للتنمية الثقافية.
وقدم اتحاد الناشرين بعض المقترحات أملا أن تتبناها منظمة الألكسو، ويتم عرضها على وزراء الثقافة العرب بالوطن العربى، ومنها:
اعتماد اتحاد الناشرين العرب الممثل الرسمى للناشرين العرب.
وضع اتفاقية تيسير انتقال الإنتاج الثقافى العربى موضع التطبيق بعد أن حظين بموافقة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم فى مؤتمرها العام فى دورته التاسعة المنعقدة فى تونس بتاريخ 22 /12/ 1986م، والتى نصت على أن تعمل الدول العربية على تيسير انتقال الإنتاج الثقافى العربى سواء داخل الأقطار العربية أو خارجها بمختلف الوسائل ومنها "إعفاؤه وإعفاء المواد التى تدخل فى إنتاجه من الرسوم الجمركية.
منحة أولوية النقل بين الأقطار العربية
تمتعه بتعريفات نقل مخفضة لا تزيد عن 25% من تعريفات النقل المفروضة على السلع الأخرى.
منح الإنتاج الثقافى والمعرفى العربى حق حرية التعبير طبقا للمواثيق الدولية ومجاراة لمتطلبات عصر المعرفة وتقنيات الاتصال، وتماشيا مع حرية التجارة العالمية.
وضع برامج قومية لتشجيع وتحفيز القراءة لدى المواطن العربى وخاصة الأطفال.
التوسع فى إنشاء المكتبات العامة لتوفير الكتاب مجانا للمواطنين.
التوصية لدى وزراء التربية والتعليم العالى فى إسناد طباعة ونشر الكتاب المدرسى للناشرين العرب وذلك للخروج بالمناهج التعليمية من نظام التلقين والحفظ إلى نظام الإدراك التفاعلى ومن ضيق المقررات المدرسية إلى سعة المراجع والمصادر، وكذلك الاهتمام بالمكتبات الجامعية والمدرسية وتخصيص حصص دراسية للمطالعة وجعلها ضمن أنشطة الطلاب فى التقويم، التوصية لدى وزراء الإعلام بالحد من الرقابة على الكتب وتخفيفها مع وضع معايير معلومة ومحددة للرقابة.
تغليط العقوبات وقوانين الملكية الفكرية
كما أوصى رئيس اتحاد الناشرين العرب، بالتوصية لدى وزراء العدل بإعادة النظر فى قوانين الملكية الفكرية بتغليظ العقوبات للحد من انتهاك حقوق الملكية الفكرية، التوصية لدى وزراء الداخلية بضرورة الحزم فى تطبيق قوانين الملكية الفكرية.
تسهيل التأشيرات للناشرين
التوصية لدى وزراء الداخلية بتسهيل حصول الناشرين العرب على تأشيرات دخول للبلدان العربية بما يتيح لهم المشاركة فى أكثر من 20 معرض للكتاب خلال العام بضمان اتحاد الناشرين العرب وعدم إقصاء أى جنسيات عربية من المشاركة فى المعارض العربية.
إقامة معارض للكتب فى المدن العربية التى تكون عاصمة للثقافة العربية ينظمها ويشرف عليها اتحاد الناشرين العرب وبالتعاون من وزارة الثقافة فى كل بلد عربى، تبنى إقامة ورش وندوات متخصصة فى صناعة النشر لرفع المستوى المهنى للناشرين.
تبنى وزراء الثقافة العرب قرارًا بإنشاء قاعدة بيانات عن صناعة النشر فى العالم العربى وتتولى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الإلكسو إعدادها حيث لا توجد أى إحصائيات أو معلومات صحيحة ودقيقة عن عدد عناوين الكتب التى تصدر سنويًا فى كل بلد عربى وأيضًا غير معروف عدد المؤلفين والمطابع أو المكتبات وذلك للخروج من الإحصائيات الأجنبية المغلوطة عن صناعة النشر فى الوطن العربى وأيضًا سوف تساعد فى النهوض بالصناعة.
دراسة ميول القراءة فى العالم العربى
واستكمالا لتوصيات اتحاد الناشرين العرب، أوصى رئيس الاتحاد بتبنى وزراء الثقافة العرب قرارًا بإعداد دراسة ميدانية عن الميول القرائية لدى المواطن العربى وأهمية هذه الدراسة للتعرف على توجه المجتمع العربى فكريًا وتساعد صناع القرار فى عالمنا العربى.
تبنى مؤتمر اتحاد الناشرين العرب المقبل ليصبح ضمن أولوية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الإلكسو وتكون قراراته وتوصياته يتبناها وزراء الثقافة العرب وينفذها كل فى بلده، وتبنى واعتماد وزراء الثقافة العرب قرارات وتوصيات مؤتمرات مديرى معارض الكتب العربية والذى كان أولها بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية يومى 5 ـ 6 سبتمبر 2016م، والثانى كان بالتعاون مع المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب ـ الكويت يومى 16 ـ 17 نوفمبر 2017م والثالث بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة ـ أبو ظبى يومى 24 ـ 29 أبريل 2018م.