تمكنت جمارك الطرود البريدية بمطار القاهرة، من ضبط محاولتى تهريب بعض المخطوطات والكتب الأثرية وهى مخطوطة باليد وترجع للعصر العثمانى باسم مرآة الزمان للمؤرخ بسبط بن الجوزى، وأوصت اللجنة بمصادرتها لصالح وزارة الآثار طبقًا لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 83.
وبالعرض على لجنة من وحدة الآثار بمطار القاهرة والتى انتهى تقريرها إلى مصادرة المشمول لصالح متحف البورصة المصرية حفاظًا على التراث المصرى والعالمى منها لتهريبه بطرق غير مشروعة طبقًا لقانون حماية الآثار 117 لسنة 83، ما هو ذلك المخطوط، ومؤلفها المصرى؟
و"مرآة الزمان"، كتاب في التاريخ والتراجم من اثنين وعشرين مجلداً ويعد أهم كتاب تاريخى فى العالم للمؤلف سبط بن الجوزي ويتناول تاريخ العالم من بدء الخليقة حتى وفاة المؤلف 654ه وقد تضمن معلومات كثيرة دينية جغرافية وقصص انبياء والمعالم الهامة والأمم والشعوب.
ومؤلفه هو أبى المظفر شمس الدين يوسف بن الأمير حسام الدين قِزُغْلِي، المعروف بسبط ابن الجوزى، ولد ونشأ ببغداد، ورباه جده أبو الفرج ابن الجوزي، وانتقل إلى دمشق فاستوطنها، وتوفي فيها سنة 654هـ، وهو حفيد العالم الحنبلى ابن الجوزى، المعروف لأعماله، مثل: زاد المسير في علم التفسير، وصيد الخاطر.
وبحسب ما يظهر فى مقدمة محقق الكتاب الدكتور كامل سليمان الجبورى، فأن الكتاب من المراجع المهمة فى التاريخ العربى، كان له تأثير واضح فى كتب من أرخ بعده، حيث نجد وراياته قد نثرت فى كتبهم، وصرح بذلك الدوادارى فى كتابه فقال: "التأريخ الكبير المسمى بمرآة الزمان، جمع فيه العجائب والغرائب ما نثرت جملة التأريخ، وقد أثار هذا الكتاب اهتمام المؤرخين القدماء الكلاسيكيين والمعاصرين، فمنهم من انتقده ومنهم أثنى عليه، وكان اليونينى من هولاء، إذ أنه وجده "اجمع التواريخ وأعذبها موردا وأحسنها بيانا، وأصحها رواية، يكاد خبره يكون عيانا".
وتأتى أهمية الكتاب بحسب ما ذكره محقق الكتاب، بأنه ينقل مصادر لم تصل إلينا بعدما فقدت، وقد حفظ نصوصا فيها، والأمثلة كبيرة على ذلك، ومنا ما نقله ابن الصابى فى تاريخه، وما نقله ابن الجزار القيروانى، كما نقل عن المسبحى والقضاعى، وبصورة خاصة عن أخبار الحكام الفاطمى.
واعتمد المؤلف على مصادر متعددة ومتنوعة وفقا لما ذكره هو، ومنها تاريخ القيروانى لابن جعفر، تاريخ نيسابور، نشوار المحاضرة، تاريخ ثابت بن سنان بن ثابت، كتاب معرفة علوم الحديث، طبقات الصوفية، تاريخ مصر لعز لملك.