تمر اليوم ذكرى ميلاد السياسى المصرى مكرم عبيد حيث ولد فى 25 أكتوبر 1889، وكان واحدا من أشهر رجال الوفد فى مصر، وأحد رموز الحركة الوطنية فى مصر، وشارك ابتداء من عام ١٩٢٨م فى عدة وزارات، فكان وزيرًا للمواصلات فى وزارة النحاس باشا، وعين وزيرًا للمالية فى الوزارة التى شكلت عقب معاهدة ١٩٣٦م، كما شارك أيضًا فى ثلاث وزارات لاحقة تشكلت برئاسة كل من أحمد ماهر والنقراشى.
وقد نذر «عبيد» حياته المهنية كمحامى للدفاع عن المتهمين السياسيين، ولا تزال أصداء مرافعاته مسموعة فى تاريخ المحاماة فى مصر، وربما كانت أبرز القضايا التى تولى الدفاع عنها قضية اتهام عباس العقاد بسب الذات الملكية.
وانفصل مكرم عبيد بعد ذلك عن حزب الوفد وكون ما سمى بالكتلة الوفدية، ومن أبرز ما قدم مكرم عبيد كتابه الشهير المعروف بـ "الكتاب الأسود فى العهد الأسود" وهو يتضمن فضائح حزب الوفد، الذى رأس الحكومة فى عام 1943.
وأثارت الصحف ما تضمنه "الكتاب الأسود" من فضائح للنحاس وطاقم حكومته، وغضب الملك فاروق من ذلك، وطالبت المعارضة الملك بمحاسبة النحاس، وهدد الملك بإقالة الحكومة ولكن السفير البريطانى رفض. وأوعز النحاس لأعضاء حزبه بمجلس الشيوخ تقديم أسئلة برلمانية له عما تضمنه الكتاب الأسود، وقام النحاس من خلال البرلمان بالرد على الاتهامات التى ساقها عبيد فى كتابه.
واستمرت طباعة الكتاب ثلاثة أشهر ونصف الشهر من أواخر ١٩٤٢ إلى آخر مارس ١٩٤٣، أوضح الدكتور يونان لبيب رزق، فى كتابه "الوفد والكتاب الأسود" كيف استشرى الفساد والمحسوبية، إلى جانب وقائع استغلال شخصى لرئيس الوفد منها قيام السفارة المصرية بلندن بشراء معطف لزينب الوكيل زوجة رئيس حزب الوفد، وكذلك قبعات للرأس وفصل مئات الموظفين صنفهم الوفد أنصاراً لخصومه مع تعيين آخرين موالين لهم من رجال الوفد ووجه الكتاب الأسود الاتهام إلى النحاس باشا بثلاثين واقعة منها بيع منزل كان استأجره بالإسكندرية بمبلغ ٥٠٠ جنيه وشراؤه ٨٠ فدانا من فؤاد سراج الدين وزير داخليته باسم حرمه بثمن أقل من الثمن الحقيقى، هذا إلى جانب شراء النحاس سيارة موديل كوتسيكا بمبلغ ١٥٠٠ جنيه فى حين أنها كانت معروضة بـ٣٠٠٠ جنيه، ونشر الموضوع بأكمله فى جريدة الأهرام يوم ٢٤ مايو ١٩٤٣.