كانت العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق منذ عام 1990 إلى عام 2003 هى الأكثر شمولًا وتدميرًا من أى عقوبات أخرى وضعت باسم الحوكمة الدولية، فقد أدت تلك العقوبات، التى ترافقت مع حملة عسكرية ضد العراق عام 1991 انتهت بغزوه عام 2003، إلى انهيار البنية التحتية للعراق ومختلف المقومات الأساسية اللازمة لاستدامة الحياة فيه، هذا ما يقوله كتاب "الحرب الخفية: أمريكا والعقوبات على العراق" للدكتورة جوى غوردون، والصادر عن صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية.
يبحث هذا الكتاب، فى إدانة واضحة للسياسة الأمريكية، فى الدور الرئيسى الذى أدته الولايات المتحدة فى صوغ تلك العقوبات على العراق، التى أسفرت عن وضع قيود صارمة على الواردات العراقية حتى لأبسط السلع الحيوية، من أنابيب المياه إلى منظفات الغسيل إلى لقاحات الأطفال، بذريعة "الاستخدام المزدوج" لهذه السلع وإمكان إفادة العراق منها لتصنيع "أسلحة الدمار الشامل".
ويشرح الكتاب بالتفاصيل، استنادًا إلى الآلاف من وثائق الأمم المتحدة، الداخلية التى أتاحت المؤلفة النفاذ إليها عبر الرابط، ومحاضر الاجتماعات المغلقة فيها، فضلًا عن مقابلات مع دبلوماسيين أمريكيين وأجانب، كيف أن الولايات المتحدة لم تكتفِ بمنع وصول السلع الإنسانية الحيوية إلى العراق فحسب، بل قوضت من جانب واحد أى محاولات للإصلاح، عبر تجاوز مفتشى الأسلحة التابعين لأمم المتحدة، والتلاعب بالأصوات فى مجلس الأمن، بهدف الاستمرار فى العدوان على العراق الذى انتهى بتدمير كل مقوماته المؤسسية والاقتصادية والاجتماعية، العسكرية والمدنية على السواء، يتضمن الكتاب اثنى عشر فصلًا، فضلًا عن المقدمة والمراجع، ويقع الكتاب فى 351 صفحة.