كشفت مذكرة تحريات الأجهزة الأمنية التى تم إرسالها لقاضى التحقيقات المستشار هشام عبد اللطيف فى القضية رقم 173 لسنة 2011، والمعروفة بقضية التمويل الأجنبى عن مفاجأة من العيار الثقيل تمثلت فى حصول 6 منظمات أهلية مصرية على أكثر من مليارى جنيه خلال من 2011 وحتى 2014، وذلك دون علم السلطات المصرية، ويفتح هذا الملف باب التمويل الخارجى فى كل الجوانب ومنها الجانب الثقافى.
صدر فى عام 200 كتاب "الحرب الباردة الثقافية.. المخابرات المركزية الأمريكية وعالم الفنون والآداب" من تأليف فرانسيس سوندرز، وأثار صدور الكتاب ضجة هائلة.
ومؤلفة الكتاب فرانسيس سوندرز باحثة وكاتبة قصص ومخرجة أفلام تسجيلية، درست الأدب فى جامعة إكسفورد، وبالمصادفة فى عام 1993 قرأت مقالاً عن علاقة المخابرات المركزية الأمريكية بمدرسة نيويورك للفنون التشكيلية، فتساءلت ما الذى يجمع بين جاسوس محترف وبين فنان تشكيلى؟! بين الإبداع وبين المؤامرة؟ ولمدة سنة كاملة ظلت تبحث عن إجابة، وأذاعت ما توصلت إليه فى برنامج تلفزيونى تحت عنوان "الأيدى الخفية الفن والمخابرات المركزية" عرضته القناة الرابعة فى بريطانيا وأثار جدلاً كبيراً، ومنه التقطت فرانسيس المواد الأولية لكتابها الذى استمرت فى إعداده ثلاث سنوات كاملة ونشرته تحت عنوان لافت للانتباه "من يدفع للزمار".
ويمثل عام 2005 عاما فارقا فى مصر، حيث بدأت أمريكا "مشروع تطوير التعليم المصرى وتطوير مكتبات المدارس، عبر نشر مجموعة ضخمة من الكتب فى المسابقة الشهيرة التى تقدم إليها أغلب الناشرين المصريين بعد أن وافقوا على الالتزام بمجموعة من المحاذير التى على أساسها تقبل كتب الناشر أو ترفضها.
وفى تقرير نشره الدكتور رفعت سيد أحمد، بعنوان "إنهم يخترقون الوطن.. النموذج المصرى" ونشره فى 2005 قال فيه "فى بلد مثل مصر أقامت أمريكا والاستراتيجية الغربية ركائز لها من خلال سياسة لتمويل واسع النطاق لمنظمات ما يسمى بالمجتمع المدنى، وتم رصد حوالى 16 جمعية ومنظمات وبرنامج، هذه المنظمات وغيرها التى يصل عددها الى 250 منظمة وجمعية يقوم بتمويلها شبكة من المنظمات الأمريكية والغربية حوالى 36 منظمة مرتبطة بالسفارة الأمريكية وبمكتب المخابرات الأمريكية الموجود بها وهو مكتب يعد الآن أكبر مكتب للمخابرات الأمريكية فى الشرق الأوسط بل هو يدير أغلب عمليات هذه المخابرات فى المنطقة، وأيضاً تدار شبكة التمويل من خلال مكتب ال -اف. بى. آي- المباحث الفيدرالية الأمريكية رغم أن هذا الأخير المفروض أنه يختص بالداخل الأمريكى -وليس الخارج مثل ال سى. آى. إيه.