ولد الشاعر الأمريكى عزرا باوند فى 30 أكتوبر سنة 1885، لكنه غادر أمريكا وسافر إلى أوروبا فى إحدى سفن نقل الحيوانات وزار إسبانيا، التى قطعها سيراً على الأقدام ثم إلى جنوب فرنسا، وذهب إلى البندقية بإيطاليا، ثم رحل إلى إنجلترا، حيث بقى هناك إلى سنة 1921.
بعد ذلك استقر باوند فى باريس سنة 1921 وظل بها حتى 1925 وتعرف خلالها على إرنست هيمنجواى، لكنه غادر باريس إلى إيطاليا، وهناك بدأت الأزمات لأنه أصبح على علاقة طيبة بموسولينى، مما سبب له مشكلات كبيرة، وعندما حاول مغادرة إيطاليا بالقطار الدبلوماسى الذى أقل الرعايا الأمريكيين بعد دخول أمريكا الحرب ضد المحور سنة 1942 حالت السفارة الأمريكية بينه وبين ذلك، كما أبت وزارة الخارجية أن تمنحه تأشيرة العودة إلى أمريكا.
وأصدرت محكمة كولومبيا ضده حكما غيابيا يقضى بتوجيه تهمة الخيانة العظمى إليه سنة 1943، ثم تأييد الحكم بعد ذلك بعامين، وألقى القبض عليه ووضعته قيادة الجيش الأمريكى فى الحبس الانفرادى وكان عبارة عن قفص من الأسلاك الشائكة ليس له سقف. وحرم على أى إنسان أن يكلمه، وكانت الأضواء الكاشفة تسلط عليه ليلاً فلا ينام، فأصيب بعد ستة أسابيع بانهيار عصبي حاد، فنقل إلى خيمة وسمح له باختيار كتابين يطالعهما فاختار أعمال كونفوشيوس باللغة الصينية والكتاب المقدس، وفى نوفمبر سنة 1945 نقل إلى واشنطن لإعادة محاكمته حضوريا لكن لجنة الفحص الطبي قررت أنه في حالة عقلية لا تسمح له بمواجهة الاتهام وأودع مستشفى السجن الحربى.
وفى السجن ظل 13 عاما وفى سنة 1958 أقامت الأوساط الأدبية فى أمريكا وإنجلترا حملة كبيرة للإفراج عنه ونجحت فأفرج عنه ورحل إلى إيطاليا مرة ثانية.