بداية من عام 1253 بدأ المغول بقيادة هولاكو اجتياح ما تبقى من الدويلات الإسلامية، ودخلوا سوريا عام 1259و وصل المغول جنوبا حتى فلسطين ثم توقفوا بسبب موت مونكو خان إمبرطور المغول فاضطر هولاكو لسحب معظم قطعات جيشه الضخم وترك بالمنطقة فقط 20ألف جندي بقيادة كتبغا وقد سحقوا بواسطة جيش المماليك بقيادة السلطان قطز في معركة عين جالوت عام 1260.
وقد قدم هولاكو نحو العراق في عهد الخليفة العباسي الناصر لدين الله، وقضى على الخلافة العباسية في بغداد، وهدد المدن السورية وعلى رأسها حلب وحسب كتاب تاريخ مختصر الدول لـ ابن العبري في الجزء الأول أنه:
"في سنة سبع و خمسين و ستمائة أرسل هولاكو إلى الملك الناصر صاحب حلب برسالة يقول فيها: يعلم الملك الناصر أننا نزلنا بغداد في سنة ست وخمسين وستمائة وفتحناها بسيف الله تعالى وأحضرنا مالكها وسألناه مسئلتين فلم يجب لسؤالنا فلذلك استوجب منا العذاب كما قال في قرآنكم إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم".
"و لا شك أن نحن جند الله في أرضه خلقنا وسلطنا على من حل عليه غضبه، فليكن لكم في ما مضى معتبر. وبما ذكرناه وقلناه مزدجر، فالحصون بين أيدينا لا تمنع، والعساكر للقائنا لاتضر و لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يستجاب و لا يسمع، فاتعظوا بغيركم. وسلموا إلينا أموركم، قبل أن ينكشف الغطا، و يحل عليكم الخطا، فنحن لا نرحم من شكا، و لا نرق لمن بكا، قد أخربنا البلاد، و أفنينا العباد، و أيتمنا الأولاد، و تركنا في الأرض الفساد، فعليكم بالهرب، و علينا بالطلب، فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من سهامنا مناص فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق، و سيوفنا صواعق، و عقولنا كالجبال، و عددنا كالرمال، فمن طلب منا الأمان سلم، و من طلب الحرب ندم".
"إن أنتم أطعتم أمرنا و قبلتم شرطنا كان لكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن أنتم خالفتم أمرنا وفي غيكم تماديتم فلا تلومونا و لوموا أنفسكم، فالله عليكم يا ظالمين فهيئوا للبلايا جلباباً، و للرزايا أتراباً، فقد أعذر من أنذر، وأنصف من حذر، لأنكم أكلتم الحرام وخنتم بالإيمان، وأظهرتم البدع واستحسنتم الفسق بالصبيان، فابشروا بالذل و الهوان، فاليوم تجدون ما كنتم تعلمون، سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، فقد ثبت عندكم أننا كفرة، و ثبت عندنا أنكم فجرة، وسلطنا عليكم من بيده الأمور مقدرة، والأحكام مدبرة، فعزيزكم عندنا ذليل، و غنيكم لدينا فقير، و نحن مالكون الأرض شرقاً و غرباً، و أصحاب الأموال نهباً و سلباً، و أخذنا كل سفينة غصباً، فميزوا بعقولكم طرق الصواب قبل أن تضرم الكفرة نارها، وترمي بشرارها. فلا تبقي منكم باقية، وتبقى الأرض منكم خالية، فقد أيقظناكم حين راسلناكم، فسارعوا إلينا برد الجواب بتةً، قبل أن يأتيكم العذاب بغتةً وأنتم تعلمون".