أفريقيا أرض العجائب في كل شيء يتعلق بالحياة وبالموت والدين، وكثير من شخصياتها تتحول مع مرور الزمن إلى رموز مثل جمال عبد الناصر ونيلسون مانديلا وغيرهما الكثير، لكن أحدا لم يحدث له ما حدث للإمبراطور الإثيوبي الأخير هيلا سيلاسي الذي يعتقد البعض أنه إله ويراه البعض بأنه المسيح المخلص.
نتذكر ذلك بسبب مرور 88 عاما على ذكرى تنصيب هيلا سيلاسى إمبراطورا على أرض إثيوبيا فى 2 نوفمير عام 1930 وكان آخر من تولى هذا المنصب، وظل فيه حتى عام 1974.
الاسم الحقيقي للإمبراطور هو "ﺗﺎﻓﺎﺭى ﻣﺎﻛﻮﻧﻦ"، وكان دائما ما يسبقه كلمة "راس" والتى تعني باللغة الأمهرية "الأمير" لكنه أطلق على نفسه بعد ذلك اسم ﻫﻴﻼ ﺳﻼسى ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺍﺳﻤﻪ - ﻗﻮﺓ الثلاثى ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻻﺑﻦ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ، ﻭﻟﺪ ﻓﻰ (23 ﻳﻮﻟﻴﻮ 1892 - 27 ﺃﻏﺴﻄﺲ 1975)، ﻧﺼﺐ ﻣﻠﻜﺎ ﻋﺎﻡ 1928، ﺛﻢ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺍ ﺑﻌﺎﻡ 1930وأﻗﺼﻲ ﻋﻦ ﻣﻠﻜﻪ ﻋﺎﻡ 1974، على أﺛﺮ ﺛﻮﺭﺓ ﻗﺎﺩﻫﺎ منجستوا هيلا ميريام، ﻭأﺣﺘﺠﺰ ﻓى ﻗﺼﺮﻩ ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﺗﻮﻓى ﻓى ﻇﺮﻭﻑ ﻏﺎﻣﻀﺔـ وقيل إنه تم العثور على رفاته مدفونة فى حمامات القصر الإمبراطورى.
وﺩﻓﻦ ﻓى ﻋﺎﻡ 2000 ﺑﻌﺪ 25 ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﻭﻓﺎﺗﻪ، ولم تمنح الدولة أى مراسم رسمية لجنازته واعتبرته شأنا عائليا، وقد ﻛﺎﻥ ﻫﻴﻼ ﺳﻼﺳى ﻣﺴﻴﺤﻴﺎ ﻣﺘﺸﺪﺩﺍ ﻳﻨﺘﻤى ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻹﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻴﺔ، ﻭﻫى ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺨﺼﻮﺻﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﻳﺔ ﻓﺄﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺎﻓﻈﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ.
الخطىر في الأمر أنه توجد طائفة في جمايكا تسمى "ﺭﺍﺳﺘﺎﻓﺎﺭﻳﺎﻥ"، تؤمن ﺑﺄﻥ ﻫﻴﻼ ﺳﻴﻼسى ﺇﻟﻪ، ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻤﺖ، ﻭﻳﺒﻠﻎ ﺗﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻧﺴﻤﺔ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻫﻴﻼ ﺳﻴﻼﺳى ﻻ ﺯﺍﻝ ﺣﻴﺎ ﻭﺑﺼﺤﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺟﺴﺪﻩ ﺻﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ.
ومن أتباع هذه الطائفة المشهورين كان المطرب بوب مارلى، لذا تجد الجامايكيين مهوسسين بكل شيء أثيوبي في جزيرتهم ، ويعتبرون إثيوبيا أرض مقدسة بالنسبة لهم .