يصدر قريبا عن دار الكرمة للنشر والتوزيع، أول كتاب باللغة العربية للكاتب الألمانى الشهير "هانس فالادا"، بعنوان "تقرير موضوعى عن سعادة مدمن المورفين" من ترجمة للمترجم سمير جريس.
ويأتى على غلاف الكتاب: قال "هرمان هسه" عن فالادا: "يستحق ثناءً عاليًا لكتابته عن الحياة بهذه الواقعية، وهذا الصدق، وهذا القرب، كما قال عنه «ألان فورست»: «يمكن اعتبار «فالادا» بطلًا، كاتبًا بطلًا بقى على قيد الحياة الوقت الكافى فقط لرد الضربة على ظالميه».
بصراحة مؤثرة ومبهرة قل نظيرها فى الأدب العالمي، يخبرنا «هانز فالادا» عن السلوك القهرى لمدمن المورفين، إذ عرف من خبرته الخاصة نشوة لحظة التعاطى والكارثة التى تليها.
وتعود كتابة "تقرير موضوعى عن سعادة مدمن المورفين" إلى ثلاثينيات القرن العشرين، إلا أن النص لم ينشر قبل نهاية التسعينيات.
أما النص الثانى فى هذا الكتاب، والذى كُتب فى الفترة نفسها، «ثلاث سنوات لم أكن إنسانًا»، فيتناول تجربة السجن، وهو أيضًا مُستوحى من حياة المؤلف.
ينجح "فالادا"، على الرغم من أسلوبه الموضوعى الجاف الذى يندرج فى تيار "الموضوعية الجديدة"، أو ربما بفضل هذا الأسلوب، فى صياغة نصَّين آسرين، شيقين، وقويَّين فى صدقهما، وسُخريتهما، وفرادتهما فى تاريخ الأدب الحديث.
«هانس فالادا» (1893-1947)، واسمه الحقيقى «رودولف ديتسن»، من أشهر الكُتاب الألمان فى القرن العشرين. بأسلوبه الموضوعى الجاف الذى يندرج فى تيار «الموضوعية الجديدة» كتبَ عددًا من الروايات الاجتماعية الكبيرة التى حققت نجاحًا باهرًا، مثل رواية «ماذا بعد، أيها الرجل الصغير؟» (1932)، التى عالج فيها الانحدار الاجتماعى الذى شهده موظف بسيط خلال الأزمة الاقتصادية التى اجتاحت العالم فى عشرينيات القرن الماضي. حققت هذه الرواية نجاحًا عالميًّا، تكرر فى أعماله اللاحقة مثل «ذئب بين ذئاب» (1937) و«كلٌّ يموت من أجل نفسه فحسب» (1947).
لم تفقد أعمال «فالادا» راهنيتها وأهميتها حتى اليوم، فما زالت تصدر فى طبعات جديدة، وما زالت تُترجم وتُعاد ترجمتها إلى عديد من لغات العالم، كما تحول عدد كبير من أعماله إلى أفلام سينمائية وأعمال مسرحية.
قضى «فالادا» فترات من حياته فى مصحات العلاج من إدمان المورفين، كما وقع فريسة إدمان الخمر، ولذلك كان الإدمان موضوعًا مسيطِرًا على بعض أعماله التى صدرت بعد وفاته، مثل رواية «السكير» (كتبها عام 1944 وصدرت للمرة الأولى عام 1950) ومجموعة «تقرير موضوعى عن سعادة مدمن المورفين» التى صدرت لأول مرة عام 1997، ومنها اخترنا قصتَى هذا الكتاب، اللتين تترجمان إلى العربية للمرة الأولى.
تقدم الكرمة القصتين كأول أعمال «فالادا» بالعربية، وقد ترجمهما عن الألمانية سمير جريس ببراعة غنية عن التوصيف