جاء طوفان نوح.. لماذا اعتقد علماء النهضة الأوربية أن الأرض كوكب قذر؟

نجحت أوروبا فى العبور من العصور الظلامية إلى زمن النهضة بعدما عرفت طريقها إلى العلم، وبالتالى بدأت تفكر فى كل شىء فى الطبيعة ومن ذلك شكل الأرض والجبال والبراكين والزلازل وتاريخ كل ذلك مما صار خاضعا للدراسة. وكى نفهم هذه المرحلة نتوقف عند كتاب "موت آدم.. أوسع التفاصيل عن نظرية التطور الدروينية وأثرها فى الفكر العالمى الحديث وردود اللاهوتيين عليها" للباحث جون .س. جرين، أستاذ التاريخ بجامعة أيو الأمريكية". يقول الكتاب وممن اهتموا بذلك الراهب البريطانى توماس بيرنت وكان أحد رجال الكنيسة المرموقين فى ظل حكم تشارلز الثانى، لقد شعر بالسعادة عندما فكر "أنه يستطيع تناول قطعة من هيكل الطبيعة ليشكل منها المبادئ الأولى ثم ينظر فى دور الحكمة الإلهية في التأليف بين العناصر وكيف تحولت من حالة الفوضى إلى حالة نظام، ومن حالة البساطة إلى حالة التعقيد الجميل" ولهذه الغاية وضع "برينت" 1681 كتابه "نظرية مقدسة للأرض: تفسير نشأتها والتغيرات التى حاقت بها حتى فناء الأشياء جميعها" وكما يشير العنوان فإن بيرنت لم يقترح الاكتفاء بالاعتماد على الملاحظة وحدها لفك شفرة تاريخ الكون بل جعل للملاحظة دورها، ولكن بعد دعمها بالتاريخ المقدس، والتاريخ الدنيوي، وعلى الأخص التاريخ المقدس، لأن الإنجيل يستهدف تزويدنا بمفاتيح فهم تاريخنا الماضى ومصيرنا فى المستقبل. ويرى برينت أن كل ما على الأرض تغير بعد الطوفان الذي دمر العالم (يقصد بذلك طوفان نوح)، حيث استمد بيرنت من الإنجيل افتراضين مسبقين رئيسسين: أولهما أن الأرض قد خلقها إله قادر عليم وحكيم كمسرح لحياة وخلاص البشر، وثانيهما أن الأحداث الرئيسية في مجمل تاريخ الأرض إنما تتمثل في الخلق، والطوفان، والنهاية الدامية للكون، وإذا ما سلمت بذلك فإن على العلم أن يبرهن على صحة ذلك، كما أن عليه أن يبين لنا كيف حدثت التغيرات الكبرى على وجه الأرض أو كيف ستحدث فى المستقبل. ذكر بيرنت أنه من الواضح أن الأرض مرت بتحول عظيم منذ نشأتها الأولى. وبالتأكيد فإن الله لم يكن ليخلق "الكوكب الصغير القذر" الذي نسكنه اليوم على هيئة صحاري شاسعة عديمة الجدوى، أو صخور متراكمة، أو كهوفا جرداء، إن عظمة الرب وقوانين الطبيعة إنما يشيران إلى أن الأرض قد خلقت من الفوضى كسطح منظم، يحتوى علىى كتلة سائلة تقع داخل سطح صلب مستو. وهذا العالم المنتظم الذي لا يعتريه جبال حادة أو تبدلات فى المواسم، إنما هو على هيئة الفردوس، ولكنه كتب عليه الفناء منذ البداية، وعندما جف سطح الأرض، حدثت تشققات كبرى، مما حدا بالمياه الكامنة تحت سطح الأرض لأن تندفع مما أدى إلى حدوث الطوفان العظيم. وهكذا فمن خلال العمل البسيط لقوانين الطبيعة تم تدمير العالم الأول الذي تم خلقه، وتم على هذه الأنقاض ظهور أرض ما بعد الطوفان.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;