أصدرت دار الكرمة للنشر، فى القاهرة، ترجمة عربية لرائعة جوزيف كونراد "قلب الظلمات" ونقلتها إلى اللغة العربية المترجمة الدكتورة هدى حبيشة.
قال إدوارد سعيد عن هذه الرواية: "قلب الظلمات" هى أكبر مواجهة مع غير العقلانى والمجهول - بلا منازع وبكل معنى الكلمة: سياسيا، ونفسيا، وجغرافيا، وثقافيا".
وقالت فيرجينيا ولف: كتب "كونراد" مليئة بلحظات من الرؤى، إنها تضىء شخصية كاملة فى ومضة... يشعر المرء أنه لا يستطيع أن يكتب بشكل سيئ، حتى إذا أراد ذلك، كما قال عنه الكاتب الأفريقى الشهير تشينوا أتشيبى: "كونراد" كاتب مغو.
ينطلق البحار "مارلو" بحثا عن تاجر العاج سيئ السمعة "كورتز"، وفى طريقه إلى قلب القارة الأفريقية، يصبح تدريجيا مهووسا بهذه الشخصية الغامضة. وعندما يكتشف "مارلو" كيف اكتسب "كورتز" مكانته وفرض سيطرته على السكان المحليين، يجد نفسه فى مواجهة جذرية، ليس فقط مع مبادئه الشخصية، لكن أيضا مع تلك التى تقوم عليها الحضارة الغربية نفسها.
"قلب الظلمات" تأمل مركب ومؤثر فى الاستعمار والشر، والخط الرفيع الفاصل بين الحضارة والهمجية.
تعد الرواية من الأعمال المهمة والمؤثرة جدا فى الأدب الغربى، وقد حولت إلى مسلسلات إذاعية ومسرحيات وأفلام سينمائية، من أشهرها فيلم "نهاية العالم الآن" للمخرج "فرانسيس فورد كوبولا" الذى فاز بالعديد من الجوائز.
تحتوى هذه الطبعة على قصة "الشباب"، التى يصور فيها "كونراد" بهجة الشباب فى مواجهة الخطر والمجهول.
ولد "جوزيف كونراد" (1857-1924) فى أوكرانيا، ونشأ تحت الحكم القيصرى، وبعد أن أمضى سنوات فى الأسطول التجارى الفرنسى، ثم البريطانى، ترك البحر ليكرس حياته للكتابة. فى عام 1896 استقر فى "كنت" فى بريطانيا، حيث أنتج فى غضون خمسة عشر عاما عددا من أهم الأعمال الأدبية الكلاسيكية الحديثة، من بينها: "الشباب" و"قلب الظلمات"، و"لورد جيم".