قالت الكاتبة والمؤلفة الكندية المتخصصة فى روايات التشويق والإثارة "كى جى هوى" إنها عملت قبل الشروع فى كتاباتها لمدة 6 سنوات متواصلة على اكتشاف عوالم رجال الشرطة، والمفاوضين لاسيما المفاوض المعروف تى باريس، لمعرفة مختلف التفاصيل التى تتعلق بأدب الجريمة، وأسرار قضايا الخطف والرهائن والفدية، بالإضافة إلى لقائها مع العديد من المجرمين، لتخلق لنفسها وعياً، وصورة كاملة عن عوالم الجريمة التى يغلفها الخوف والتشويق.
جاء ذلك خلال ندوة تحت عنوان "حروف غامضة"، لبحث أدب الجريمة والخيال العلمى، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب، الذى انطلق بتنظيم من هيئة الشارقة للكتاب، فى 31 أكتوبر ويستمر حتى 10 من نوفمبر الجارى، تحت شعار "قصة حروف"، شارك فى الندوة التى أدارتها لمياء توفيق، كل من الكاتب والناقد السعودى أحمد حسين العسيرى.
كما تطرقت الكاتبة إلى المشاهد القتالية التى تحتاج إلى الخبرة اللازمة، لتضمينها فى أدب الغموض بما يخدم النص، ويشد القارئ نحو متابعة القراءة، لافتة إلى أن الغالبية العظمى من الروايات، التى تتخصص بأدب الجريمة والغموض توظف العنصر الزمانى والمكانى بما يخدم الهدف من النص، حيث تكثر المشاهد الليلية، والأماكن المعتمة التى تحمل طابعاً غامضاً يثير الرعب.
وحول توجهها لهذا النوع من الأدب أوضحت كى جى هوى، أن العالم يشهد نحو 40% من عمليات الخطف، التى يعود 90% من أصحابها سالمين، حيث دفعها هذا الواقع إلى التخصص بكتابة أدب الجريمة، فى خطوة تسعى من خلالها إلى غرس بذور الوعى لدى القرّاء، بمعرفة التفاصيل التى تسبق الخطف، لاسيما عند السفر من بلد إلى آخر، حيث يستدعى الأمر إحاطة القارئ بالبلد أو المكان الذى سيسافر إليه، بدءاً من وصوله إلى المطار، وانتقاء السيارة، وغيرها من التفاصيل التى يرد ذكر الكثير منها فى الروايات البوليسية أو الغامضة.
وأكد الكاتب أحمد العسيرى، أن أدب التشويق والإثارة، يستند على ثلاثة بواعث، تبدأ بأدب الجريمة، ثم أدب الخيال العلمى، ثم أدب الرعب، حيث استعرض العديد من النماذج الروائية حول هذا الأدب.
وحول أدب الخيال العلمى رأى "العسيرى" أنه عمل يرتبط بالنظريات العلمية، والفيزياء، والأبعاد الكونية والزمانية، مستشهداً بالعديد من النصوص التى تحولت إلى أفلام لاحقاً، كتلك التى تتناول وجود كائنات فضائية، أو حدوث غزو فضائى للأرض، أو وجود أقوام غريبة بعاداتها وسلوكها فى مناطق لم تكتشف على سطح الكرة الأرضية.
وحول الباعث الثالث المتعلق بأدب الرعب، أوضح أنه يعتمد فى العموم على قضايا التدخل العلمى، ويندرج فى قضايا التلاعب بالجينات الوراثية، ومحاولة التأثير على الخلايا، مشيراً إلى قصص الرجل الذئب، أو أفلام الرعب لآكلى لحوم البشر وغيرها من الأفلام التى تأتى فى هذا السياق.
واتفق المتحدثان على أن نصوص الجريمة موجودة منذ الأزل، غير أنها تطورت بتطور المجتمعات، حيث وصلت إلى مفهوم النص البوليسى، الذى يكون فيه الحوار متوتراً نظراً لاعتماده على الوقائع، بالإضافة إلى أنه محدد بعناصر العمل البوليسى.