كتب الشاعر العربى الكبير على أحمد باكثير المشهور بروايته واإسلاماه رواية أخرى اسمه سلامة القس عام 1943، والتى تحولت إلى فيلم من بطولة سيدة الغناء العربى أم كلثوم.
الفيلم ظهر عام 1944 كما غنت السيدة أم كلثوم قصيدة (قالوا أحب القس سلامة) التى لحنها الموسيقار رياض السنباطى ضمن أغانى الفيلم االذى حمل اسم (سلامة).
ويقول الكاتب الكبير وديع فلسطين، حول موقف طريف حصل لباكثير وهو يلتقى لأول مرة بالسيدة أم كلثوم أنها عندما التقت الفنانة الكبيرة بالكاتب كانت تتصوره على اسمه أحمد باكثير ضخماً كاسمه فلما رأته قصير القامة خجولاً يتعثر فى بداوته مازحته بهذه قائله "يسمونك باكثير وأنت باقليل".
وتدور رواية سلامة القس حول حول عبد الرحمن الذى كان يوصف بالقس من شدة تدينه، ومع ذلك فقد وقع فى حب فتاة هى سلامة والقصة قصة واقعية جاءت فى الأدب العربى القديم، جاءت فى عيون الأخبار، وفى كتاب الأغانى تحت عنوان ذكر سلامة القس وخبرها، وذكرها الراغب الأصفهانى فى كتابه: محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، وكثيرون غيرهم.
والقس هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أبى عمار، يستيقظ فى الهزيع الأخير من الليل على صوت الأذان الأول لصلاة الصبح فيذهب سريعاً ليصلى فى جامع مكة المكرمة، وكان هَمَ أمهُ منذ أن توفى زوجها أن تنشئ ابنها الوحيد عالماً فقيهاً كسعيد بن المسيب، أو كعطاء بن رباح، وشاء الله أن يسمع دعواتها، ويعطيها أكثر من مطلبها، فلقد كان الشاب مضرب المثل بمكة في فقهه وعبادته، حتي لقبه أهل مكة القس وغلب عليه هذا اللقب حتي كاد لا يعرف إلا به، وكان عبد الرحمن القس عنواناً للشاب العفيف الناشئ في عبادة الله، الملازم للمسجد، الفقيه في الدين، وكان الشيوخ والكهول يروون عنه الحديث، واشتهر أمره فلم يكن من بيت بمكة المكرمة لم يسمع به، وكانت المرأة من نساء مكة تدلل ابنها على ركبتيها وهو رضيع، بأن ينشأ نشأة القس، وكان الرجل يتمني من الله لو رزقه ولداً مثله، لقد وقع القس في غرام سلامة، ولكن الأهم هنا هو مدى إحترام المسلم في مكة المكرمة باحترام القس المسيح حتى يعطونه لقباً لكل عابد زاهد ساجد، سائح فى حب الله.
وتقول كلمات الأغنية التى كتبها باكثير لأم كلثوم (قالوا : أحَبَّ القَسُّ سلاَّمةً * وهْو التَّقِيُّ الوَرِعُ الطاهِرُ!/ كأنَّمـا لم يَدْرِ طَعْـمَ الْهوَى / والحُبّ ِ إلاَّ الرجُلُ الفاجِرُ !/ يا قَوْمِ ، إِنِّي بَشَرٌ مِثلُكمْ * وفـاطِري ربُّكُمُ الفاطِرُ !/ لى كَبِـدٌ تَهْفُو كأكبـادِكُمْ * ولى فؤادٌ ـ مِثلكمْ ـ شاعِرُ".