"الخوف من الموت هو أكثر أنواع الخوف التى لا يمكن تبريرها.. فلا خطر على الميت من حصول أية مصائب له"، هكذا قال العالم الكبير ألبرت أينشتاين، ذات يوم رافضا تبرير حالة الخوف التى قد تراود أى إنسان، لكن ربما أقوال أينشتاين لا تتفك مع مواقفه، فالرجل الذى رفض الخوف، عانى هو نفسه من الهلع، بل وهرب خارج بلاده، خوفا على حياته قبل نحو عقد كامل من الزمان من استيلاء النازيين على السلطة فى ألمانيا.
جريدة "ديلى ميل" البريطانية نشرت رسالة بخط يد عالم الذرة الشهير "أينشتاين" كشفت أن ألبرت فر هارباً، خوفا على مستقبل بلاده، وذلك وفقاً لرسالة مكتوبة بخط اليد.
وجاء ذلك بعدما اغتيل صديقه وزميله اليهودى، فالتر راثناو، وزير الخارجية الألمانى الأسبق، من قبل متطرفين يمينيين، فحذرت الشرطة الفيزيائى الشهير من أن حياته يمكن أن تكون فى خطر أيضا، لذا هرب أينشتاين من برلين ودخل مختبئًا فى شمال ألمانيا، وخلال تلك الفترة كتب رسالة مكتوبة بخط اليد إلى شقيقته الصغرى مايا، عام 1922، حذرها من مخاطر القومية المتنامية ومعاداة السامية قبل سنوات من وصول النازيين إلى السلطة، مما أجبر أينشتاين على الفرار من موطنه ألمانيا إلى الأبد.
وتتضمنت الرسالة الآتى: "هنا، لا أحد يعرف أين أنا، وقد يظن الناس أنى مفقود، لذلك أنا سعيد لأننى قادر على الابتعاد عن كل شىء، فأنا هنا منعزل للغاية، من دون ضجيج وبدون مشاعر غير سارة، أكسب أموالى بشكل مستقل عن الدولة، فأننى حقاً رجل حر، أنا على وشك أن أصبح نوعا من الواعظ المتجول، لا تقلقوا علة، أنا لا أقلق".
هذا ومن المقرر أن يتم طرح الرسالة التى لم تكن معروفة من قبل، والتى قدمها جامع مخطوطات مجهول، للبيع فى مزاد الأسبوع المقبل بمدينة القدس، بسعر يبلغ 12 ألف دولار.
جدير بالذكر أن العالم يعتبر أينشاتين من ضمن العلماء أكثر تأثيراً فى القرن العشرين، حاز فى عام 1921 على جائزة نوبل فى الفيزياء عن ورقة بحثية عن التأثير الكهروضوئى، ضمن ثلاثمائة ورقة علمية أخرى له فى تكافؤ المادة والطاقة وميكانيكا الكم وغيرها، لذا يقومون الباحثين بالبحث عن بحث حياته وكتاباته بدقة.