ما أن تذكر حقبة ألمانيا النازية، حتى يتذكر اليهود واقعة "الهولوكست" على أنها المجزرة أو المحرقة الأبرز فى التاريخ الحديث، والذى قام بها الفوهرر الألمانى هتلر، ضد اليهود الأوربيين، حيث اعتقد أن وجودهم خطر على مخططاته التوسعية فى أوروبا.
وتذكر المراجع التاريخية اليهودية، المعاناة التى وجدها اليهود، وحالة التهجير الواسعة، والهرب من ويلات تعذيب الديكتاتور الألمانى الأشهر، لكن هل سمعت خطة الحكومة الألمانية لعمل وطن لليهود فى أفريقيا، وكيف خطط الفوهرر الألمانى لتحويل إحدى الجزر الأفريقية لوطن قومى لليهود؟
فى مثل هذا اليوم فى 12 نوفمبر عام 1938، وبعد نحو 21 عاما كاملة من وعد وزير الخارجية البريطانى الأسبق آرثر بلفور، بإنشاء وطن خاص لليهود فى فلسطين، لكن قبل ذلك بعشرات السنوات وتحديدا عام 1917، جاء هيرمان جورينج، القائد العسكرى النازى، وأحد وزراء حكومة هتلر، ليعلن قبل الحرب العالمية الثانية دراسة فكرة جعل جزيرة مدغشقر وطناً لليهود الأوروبيين وتهجيرهم إليها.
وبحسب أحد التقارير ذكره موقع "جلوبال فويس" العالمى المتخصص فى الصحافة الشعبية، فإن أدولف هتلر وافق على المخطط في 15 أغسطس من عام 1940، وأمر بدوره إلى أدولف آيخمان بأن يبدأ العملية، وذلك بتوطين مليون منهم كل عام خلال أربع سنوات في مدغشقر لكونها دولةً بوليسية تحت السيطرة الألمانية.
وبحسب كتاب "أطلس الحربين العالميتين: الأرض والحرب والسلام"، حول ما تذكره أحد الوثائق لرسمية لأحد الاجتماعات الداخلية للحكومة الألمانية عقد غرب برلين فى 20 يناير 1942، وعلى لسان هينريك هيملر فإن السياسة الحكومية بتشجيع هجرة اليهود إلى مدغشقر ليتخذوه وطنا، كانت عملية فى ذلك الوقت بسبب الحرب العالمية الثانية ولأن ألمانيا تحتاج إلى الأيدى العاملة لتسيير عجلة الحرب.
واستنادا للمؤرخ الفرنسى بول راسنير الذى كان هو نفسه يعمل فى أحد المعسكرات التى وصفها بالمعسكرات الإنتاجية لدعم الحرب، فقد ذكر فى كتابه "دراما اليهود الأوروبين" أن ما يسمى وثيقة الحل النهائى هى في الحقيقة خطة لتأجيل عملية استيطان اليهود فى مدغشقر كما كان مقررا وأنه تم تأجيله لحين انتهاء الحرب، لحاجة ألمانيا للأيدى العاملة، وحتى يتم فتح قنوات دبلوماسية مع الدول الأخرى لإيجاد وطن مناسب لليهود.
ويوضح الكتاب أيضا أن من ضمن أسباب تأجيل الفكرة، هو رفض الدول الغربية المنتصرة فى الحرب العالمية الثانية والذين لم يتقبلوا الفكرة الألمانية بجعل مدغشقر وطنا لليهود، وإنما فضلوا إقامة دولة إسرائيل فى فلسطين كوطن ليهود العالم.