تمر اليوم، الثلاثاء، الذكرى الـ 168 لميلاد الشاعر وكاتب أدب الرحلات الاسكتلندى روبرت لويس ستيفنسون (13 نوفمبر 1850 - 3 ديسمبر 1894)، والذى عرف من خلال أدب الرحلات فى جميع إصداراته.
رغم دراسته للهندسة فى استكنلدا لرغبة أبيه فى أن يعمل بنفس مهنته، إلا أن روبرت لويس ستيفنسون لم يهتم بالموضوع، وغير دراسته ليتخصص فى القانون، ولكن أيضا لم تشبع رغبته، فكان يريد أن يصبح كاتبًا، ورغم معاناته من ضعف صحته ومصاحبة مرض السل له طيلة عمره، إلا أنه كان يحب حياة السفر والمغامرة، من أجل تغير نفسيته بسبب مرضه، وبالفعل قام بسرد جميع تجاربه فى أعامله الأدبية حتى أصبح متخصص فى أدب الرحلات.
بدأ روبرت لويس بزيارة عدة دول وهى "فرنسا، وبلجيكا، والولايات المتحدة"، أصبح ستيفنسون كاتباً متفرغًا وبداية شهرته عندما كتب جزيرة الكنز، أول عمل قصصى طويل له، وأعقبها بعد ذلك كتاب "دكتور جيكل ومستر هايد، ومختطف".
وظل روبرت لويس يرحل ويتنقل من بلد لأخرى حتى وقع فى حب امرأة أمريكية متزوجة تدعى فانى أوزبورن، ولكن ذلك لم يصيبه بالإحباط وتعلق بالأمل لأنها كانت هى الأخرى تبادله مشاعر الحب، وتزوجا بعد أن انتهى زواجها الأول، ليعود بها إلى موطنه اسكتلندا ليذهبا بعد ذلك إلى سويسرا.
وكان لزواج روبرت أثرا إيجابيا كبيرا، حيث كان إنتاجه الأدبى كثير، ونشر بعد زواجه العديد والعديد من مؤلفاته، التى حققت له شهرة واسعة فى إنجلترا وأمريكا، فكتب عدد من القصائده الشعرية ومجموعة من الروايات والقصص التى تعد من كلاسيكيات أدب الأطفال واليافعين، ولكنه لم يبتعد عن أدب الرحلات فكتب جزيرة الكنز والمخطوف عام 1886، وكاتريون عام 1893، والسهم الأسود عام 1888، والدكتور جيكل ومستر هايد وجيم هو كنز وحديقة أشعار الطفل عام 1885.
ذاع صيت روبرت أيضا أكثر فأكثر عبر روايته الشهيرة "جزيرة الكنز" التى عرضت فى الوطن العربى على شكل مسلسل كرتون يحمل نفس الاسم، تم إنتاجه فى السبعينيات وعرض فى الدول العربية فى الثمانينيات، ودبلج للغة العربية فى لبنان، وقد قام بأداء صوت البطل فى المسلسل جون سلفر الممثل اللبنانى الشهير وحيد جلال، وقام بأداء أغنية شارة البداية للمسلسل المطرب سامى كلارك.
وكانت رحلة روبرت الأخيرة عندما أبحر روبرت فى يخت هو وعائلته من سان فرانسيسكو إلى جزر جنوب المحيط الهادى، وقد استغرقت هذه الرحلة 4 أشهر زار خلالها ثلاثا وثلاثين جزيرة، وقد وصف بعض هذه الجزر كجزر الماكيز وهاواى وساموا فى كتاب "حاشية للتاريخ" عام 1892، وكتاب "البحار الجنوبية"، ثم أصبحت جزيرة ساموا وطنه الدائم، منذ عام 1890م، فمات فيها فى ديسمبر عام 1894، ودفن جثمانه فى قمة جبل "فيا" بنفس الجزيرة.