"السينما جاءت لتجمع تلك الفنون، وتخلق منهم صورة سابعة مغايرة لصورة كل عنصر من العناصر الستة منفرداً، لذا فإنها بالنسبة إليه استحقت وصف الفن السابع".. هكذا وصف الناقد الفنى الفرنسى صاحب الأصول الإيطالية ريتشيوتو كامودو السينما، وكيف جمعت كل الفنون الستة التى سبقوها ليأتى الفن السابع جامعاً للفنون.
عرفت مصر السينما فى القرن التاسع عشر، لكن أول فيلم مصرى لم يخرج للنور إلا فى عشرينيات القرن الماضى، وبالتحديد فى 16 نوفمبر 1927م، وتمر اليوم الذكرى الـ91 لعرض أول فيلم مصرى، ويعرف تلك اليوم بيوم ميلاد السينما المصرية، كأول فيلم مصرى طويل، وهو فيلم "ليلى" الذى أنتجته وقامت ببطولته عزيزة أمير.
وبحسب كتاب "قصة السينما فى مصر" للناقد والمؤرخ الفنى سعد الدين توفيق، فإن قصة الفيلم كانت تدور حول فتاة تدعى "ليلى" تعيش فى قرية على مشارف الصحراء، مات أبوها وهى طفلة، فكفلها شيخ البلد وهعاملها كابنته.
تقع الفتاة فى حب جارها أحمد الشاب البدوى الذى يعمل دليلا للسائحين، بينما كان معجب بها رجل شرير يدعى سالم، يحاول التعدى عليها إلا أن أحمد ينقذها، الذى يتقدم لخطبتها فيما بعد، وتنشأ بينهم علاقة عاطفية، تحمل على أثرها ليلى، لكن أحمد يغادر البلد مع فتاة أجنبية أعجبت به، ويترك ليلى وحيدة، وهنا استنهز سالم الفرصة، ليكى يغرى ليلى لكنها ترفضه، حتى ذهبت إلى امرأة اسمها سلمى، كانت تعطف عليها وهى طفلة، وافضت لها بسرها، وهنا كان سالم يسترق السمع لهم من وراء الخيمة، وعندما عرف الحقيقة، قرر الانتقام من تلك الفناة التى رفضته، وذهب إلى شيخ البلد، وقال ابشر فسيكون لك حفيد عن قريب، فيضطر شيخ البلد لطرد الفتاة، التى تفر إلى الصحراء، وكادت أن تموت حتى رآها رؤوف بك، الذى كان معجب به، فأخذها فى سيارته ووضعت طفلها فى بيته.
وقامت عزيزة أمير بدور ليلى، وأحمد الشريعى بدور الطبيب، واستفان روستى بدور رؤوف، وأحمد جلال بدور سالم، والمطربة بمبه كشر بدور سلمى، ومارى منصور بدور الممرضة، ومحمود جبر زوج منيرة المهدية بدور شيخ البلد، وحسين فوزى بدور الكاباليرى دى فرناندس، واليس لازار بدور الفتاة الاجنبية، كما ظهرت المنتجة آسيا داغر فى دور ثانوى.
ووصلت تكاليف إنتاج الفيلم إلى نحو ألف جنيه مصرى، وحذفت الرقابة السينمائية حينها مشهدا من الفيلم تظهر فيه "طبلية" تتناول عليها الأسرة طعامها، وتم عرض الفيلم فى سينما متروبول، بعدما استئجارتها عزيزة أمير من صاحبها موصيرى لمدة أسبوع مقابل ثلاثمائة جنيه، حيث واجهت صعوبة فى عرضه فى البداية، بعدما شك أصحاب دور العرض فى نجاح الفيلم.
أقيم حفل أول عرض للفيلم فى ليلة 16 نوفمبر 1927، بحضور عدد من الشخصيات المصرية البارزة حينها، من بينهم محمد طلعت حرب باشا، وأمير الشعراء أحمد شوقى، وحقق الفيلم نجاحا، كما احتفت به الصحافة المصرية.
ويعد الفيلم أول فيلم مصرى مائة فى المائة، فى إنتاجه وتأليفه وإخراجه وتمثيله، وأطلق على عزيزة أمير لقب مؤسسة فن السينما فى مصر، بعدما قدمت الفيلم الذى يعد أول فيلم مصرى طويل.