توفى الفنان الكبير عبد المنعم إبراهيم فى 17 نوفمبر عام 1987 ولم يكن عمره تجاوز الثالثة والستين عاما، وبعد وفاته بيومين خرجت جنازته من المسرح القومى بميدان العتبة بوسط القاهرة، وذلك حسب وصيته، فقد كان يريد أن يموت على خشبة المسرح إن لم يكن فتشيع جنازته من المسرح.
وقدم الفنان الكبير أدوارا مميزة فى السينما لكن فى بداية الستينيات بدأ المخرج حسن الإمام تجهيز ثلاثية نجيب محفوظ للسينما وما يحسب له فى هذا الأمر أنه قدم الفنان الكبير عبد المنعم إبراهيم فى دور (ياسين) الابن الأكبر للسيد أحمد عبد الجواد، الذى كشف عن إمكانات فنية كبيرة حولته إلى رمز حاصة كلما هتف "أحبك يا أبيض" كلما رآى امرأة جميلة.
وتشير الدكتورة فاطمة موسى فى كتابها موسوعة المسرح إلى أن عبد المنعم إبراهيم تخرج سنة 1949وضمه أستاذه زكى طليمات إلى المسرح الحديث الذى أسسه من خريجى المعهد ليقدم أعمال موليير ومؤلفين مصريين وكانت البداية بأدوار تراجيدية، لكن ألق الكوميديا سرعان ما طغى على قناع التراجيديا وأغراه إسماعيل ياسين بالانضمام إلى فرقته الخاصة عام 1955 فاستقال من المسرح الحديث لكنه لم يشعر بالراحة مع القطاع الخاص وطبيعة العروض التجارية الخفيفة فعاد فى العام التالى مع العدوان الثلاثى ليقدم مسرحية معركة بورسعيد ثم تتوالى أعماله الخالدة مثل عائلة الدوغرى لنعمان عاشور ومسرحيتى حلاق بغداد الذى لعب فيه دور البطولة المطلقة، وعلى جناح التبريزى وتابعه قفة تأليف الفريد فرج، وسكة السلامة لسعد الدين وهبة وباب الفتوح لمحمود دياب وآخر مسرحياته فندق 5 نجوم فى عام الرحيل.. أما تاريخه السينمائى فيضم 200 فيلم من أبرزها سر طاقية الإخفاء وسكر هانم وإسماعيل ياسين فى الأسطول.