من الكتب التي صدرت مؤخرا كتاب "التراسل بين النبي محمد ومعاصريه" للباحث التونسى الساسي محمد الضيفاوي، والذي صدر عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود، والكتاب ينطلق من فكرة المراسلات التي كانت بين النبي محمد ، عليه السلام وبين آخرين من ملوك ورجال قبائل وغير ذلك في زمن البعثة؟
ويقول الكتاب إنّ ما ننشده من هذا البحث هو معرفة هذه الرسائل المحمّدية وربطها بالواقع السياسي والاجتماعي والدّيني والاقتصادي والحضاري، وإدراك مضامينها ونقدها والتعليق عليها، وذلك بتحديدها ووصفها وضبط أسبابها ونتائجها، ثمّ النظر في وضع الكتّاب والمرسل إليهم، وإنزالهم في سياقهم التاريخي والسياسي والدّيني والنفسي، فقد كان لهؤلاء دور في إغناء هذه الوثائق، وقد حاولنا التعريف بذلك الدور وفق سياق المبحث.
ويبدو أنّ مضامين رسائل النبي محمّد وقع تفخيمها بفعل التراكم الزمني والنفحة الإيمانية المناصرة للإسلام والمسلمين والحضارة العربية والسنّة الإسلامية.
ويقول الباحث الساسى محمد الضيفاوي، إنّ قراءتنا لهذه الرسائل المحمّدية هي عبارة عن محاورة لها، وفهم للخطاب والسياقات التي وردت فيها دون الوقوع في أسرها، وهي محاولة منّا لمعرفة ماذا حدث زمن النبي محمّد وقبله وبُعيده؟ وكيف يُمكن أن نتعامل مع أخبار الأمم القديمة وخاصة اليهودية والنصرانية وأساطير الفرس وخطبهم وأخبارهم التي تُعدّ من الأصول في الترسّل المحمّدي؟ وإلى أيّ حدّ استفاد النبي محمّد من المواضيع الموصولة بأنساب العشائر وأخبار القبائل في الجزيرة العربية والتوّتر والمشاحنات التي عمّت العرب وغيرهم من الأجناس الأخرى قبل الإسلام؟ وإلى أيّ مدى أثرت هذه المقولات والأخبار والطبائع والسلوكات والذهنيات في شخصية النبي محمّد ونفسيته ومساره الترسّلي؟.