فى رسالته الأخيرة لوالده كتب "على شريعتى" أنه كرس حياته لمهمتين: أن يثبت للمتدينين التقليديين أن الإسلام ثورى، وأن يقنع الثوريين من غير المتدينين بضرورة الرجوع إلى الإسلام.
ولد على شريعتى فى 23 نوفمبر 1933 وفكرته الأساسية هى أنه آمن بإسلام اشتراكى تحررى، فحسبه رجال الدين من الكافرين، ورأى أن الإسلام فى حالته الآن "دين البرجوازية الصغيرة" وقال بأن رجال الدين يجمعهم بالتجار "زواج غير شرعى" فشن عليه رجال "الملا" الحرب .
بدأ "على شريعتى" رحلته الفكرية بترجمة رواية مصرية لعبد الحميد جودة السحار عن أبو ذر الغفارى إلى الفارسية - وكان عمره آنذاك 20 عاما - ونشرها عام 1956 بعنوان" أبو ذر الغفارى: الاشتراكى المؤمن" لذا وصفوه محبوه بـ"أبو ذر إيران الحديثة".
كان صراع على شريعتى مع "نظام الشاه" فقد تعرف شريعتى على أعضاء حركة "مجاهدين خلق"، وهى مجموعة مسلحة مناهضة للشاه تبنَّت منهجا ماركسيا إسلاميا، وكذلك كان صراعه مع "المتأسلمين" حيث طور شريعتى نقداً ماركسياً لرجال الدين، فحلل علماء الدين كطبقة اجتماعية، تدافع بتفسيراتها للدين عن مصالحها الاقتصادية والاجتماعية، لذا أصبح محطَّ نقد وهجوم رجال الدين والسلطة الحاكمة معا،حتى إن بعض رجال الدين نشروا فى قُم عام 1972 بمساعدة شرطة الشاه كتابا بعنوان: "هرج ومرج: قطرة من محيط أخطاء د. على شريعتى" وصفوه فيه بالمتغرب وبالجاهل بعلوم الدين وبالشريعة واتهموه بسب العلماء.
فى سنة 1975 ألقى القبض على شريعتى بتهمة نشر "الماركسية الإسلامية" و"التواصل مع المجاهدين الإرهابيين" حتى أُفرج عنه بتوسط الحكومة الجزائرية لدى الشاه ، لكن فى يونيه 1977 عُثر عليه ميتا فى بيته فى لندن وأعلنت السلطات البريطانية أنه توفى على إثر سكتة قلبية، ودفن فى دمشق بجانب ضريح السيدة زينب كما تمنى، وحتى الآن يعتقد الكثيرون أن شريعتى قتل على يد المخابرات الإيرانية.