فى 26 نوفمبر 1382 تولى برقوق بن أنس بن عبد الله الشركسي حكم مصر وصار سلطانا عليها، وهو مولود في شمال القفقاس عام 1340م (740هـ)، وقدم للقاهرة وعمره 20 عاما ليلتحق بالجيش المصري، حيث أتقن فنون الحرب والفروسية، وترقى في المناصب العسكرية ورتب الإمارة حيث أصبح أمير طبلخانه، ثم أمير آخور ثم أتابكا عام 779هـ.
عمل على جمع شمل الأمراء الشراكسة وتعزيز مواقعهم فلما نشب النزاع بينه وبين الأمير بركه هزمه وقبض عليه وحبسه. عين مشاركا في تدبير أمور الدولة (أي وصيا على العرش) بعد وفاة السلطان علي بن شعبان وتولية ابنه الطفل الصالح حاجي سلطاناعام 1381م.
عين سلطانا فعليا بدلا من السلطان الصغير وبويع سلطانا على ولقب بالملك الظاهر سيف الدين برقوق فكان بذلك مؤسس دولة السلطنة الشركسية فى مصر (البرجيين أو المماليك البرجية) بمصر و التى استمرت حتى عام1517م.
جرت عدة محاولات لعزله، واستطاع أعداؤه في عام 791هـ (1391م) هزيمته، ونفيه وسجنه في قلعة الكرك في الأردن، لكنه استطاع بمساعدة أصدقائه تحرير نفسه والهرب من سجنه وهزيمة مناوئيه والعودة إلى عرش السلطنة ثانية في عام 792 هـ (1390م).
توفي سيف الدين برقوق يوم الجمعة 15شوال 801 هـ (1399 م وعمره 60 عاما، وكان من مآثره، بناء مدرسة وخانقاه ومدفن الظاهر برقوق وجسر الشريعة على نهر الأردن. كانت الحرب علي اشدها في عصره بين تيمور لنك ( المغولي ) وبايزيد ( العثماني ) وكان يسعي كلا الطرفين لارضائه وان يكسبه في صفه .