يعد كتاب التحیز وضرره على المعرفة.. رسالة الحجاب للطریف نموذجًا لـ كل من أحمد سالم وعمر بیوني، دراسة تطبيقية فى نقد أفكار السلفيين، خاصة أن المؤلفين لهما كتاب سابق بعنوان "ما بعد السلفية".
ولأن النقد العمومي يثیر الكثیر من التساؤلات، ولا يطرح إلا القلیل من الإجابات – فلا بد من متابعته بتفصیلات نقدية تقوي حججه، وتبرز قوته. لأجل ھذا فقد استكمل الباحثان شیئًا من نقدھم للخطاب السلفي المعاصر بنموذج للنقد التطبیقي العملي، متناولین رسالة "الحجاب في الشرع والفطرة" للشیخ عبد العزيز الطريفى، بنقد تطبیقي، ومن خلال اختبار البعد التحیزي للكاتب، بالاعتماد على جملة من القرائن والدلائل التي تشیر إلى ھذا التحیز.
يسعى الباحثان من خلال ھذه الأطروحة النقدية، التي تصدر عن مركز تفكر، إلى بیان أثر التحیز على اختیارات العالم السلفي في ترجیح أقوال فقھیة تصب في مسار ترسیخ منظومة الأقوال التي تشكل الھوية الفقھیة السلفیة، وتتطور لتصل إلى مستوى الحاجة إلى صبغھا بصبغة القطع الدلالي والثبوتي لمزيد حسم للترجیح الذي يتعصب له الكاتب.
أظھر الباحثان من خلال الدراسة كیف يؤدي ھذا النمط التصنیفي الترجیحي إلى تحیز ونظر غیر موضوعي جعل للسلفیة المعاصرة نموذجھا الخاص للتحیز المذموم والعصبیة المذھبیة، وھو ما يراه الباحثان مخالفا لما تقتضیه سلفیة المنھج حقًا.
تطرح الدراسة لتضیف مع الغرض النقدي التطبیقي غرضًا آخر يتعلق بإعانة القراء والباحثین على التمرس والتمرين وتجويد التعامل مع المدونات ومسالك تفسیر نصوص الفقھاء والتأمل فیھا؛ سعیًا لإنتاج معرفي شرعي مجرد قدر الطاقة من التحیزات المذمومة، ومجود قدر الاستطاعة من جھة أدوات تفسیر النصوص وتحلیل كلام الفقھاء.