قال عز الدين ميهوبى وزير الثقافة الجزائرى إن العلاقات الثقافية المصرية الجزائرية فى تطور مستمر وازدهار بفضل القيادة السياسية الرشيدة التى تعمل دائما لصالح البلدين، مشيدا بالمواقف المصرية المساندة للجزائر فى الأوقات العصيبة.
وأضاف ميهوبى، فى تصريحات صحفية، أن مصر والجزائر فى حوار ثقافى دائم، وعلاقاتنا جيدة على كل المستويات، والثقافى بالذات، فمصر حاضرة بقوة فى فعالياتنا الثقافية والأدبية مثل صالون الكتاب، ومهرجانات السينما، ودائما نكرم رموزها، والجزائر أيضا حاضرة فى الفعاليات المصرية، وتحصل مصر على جوائز فى مهرجان فى وهران، ونحصل نحن على جوائز فى القاهرة أو الإسكندرية، فى ما يشبه مباراة فى الثقافة، لإدراك الدولتين أهمية دور الثقافة فى تعميق علاقاتهما التاريخية.
وعن اختياره شخصية العام فى معرض الشارقة الدولى للكتاب قال إنه شرف عظيم أن أكون ضمن من حصلوا على هذا التقدير، وأشكر عليه حاكم الشارقة وأعرب عن جزيل الامتنان؛ باسمى الشخصى وباسم كل الأسرة الثقافية الجزائرية نظير هذا التشريف الذى أعده وساما على صدر الثقافة الجزائرية.
وأشار وزير الثقافة الجزائرى إلى أن تتويج الشارقة عاصمة عالمية للكتاب للعام 2019، لم يأت من فراغ، لكنه جاء من خلال التراكم الكبير الذى حققته الشارقة، فى خدمة الثقافة على المستوى العالمى، وليس فقط على المستويين المحلى والعربى.
وأوضح أن هذا الإنجاز يحسب للثقافة العربية ويجعل لها مكانة عالمية مرموقة، خاصة أن الأمر يتعلق بالكتاب الذى يعتبر أصل المعرفة، مؤكدا أن أى مجتمع لا يستطيع أن يحقق خطوة فى التطور والحداثة، من دون الكتاب، لذلك فإن الحصول على لقب العاصمة العالمية للكتاب 2019، يعتبر مكسبا كبيرا يتحقق على مستوى الثقافة العربية.
وأشار ميهوبى إلى أن المشهد الثقافى العربى يتأثر بالأوضاع التى تعيشها الأمة، وليس أدل على ذلك من التحولات السياسية والاجتماعية التى عرفتها بلدان عربية فى السنوات الأخيرة، ومن هنا فمن الطبيعى أن يواكب الخطاب الثقافى ما يحدث، وأن يجدد أدواته ومفاهيمه، ويطور أداءه، وهذا لا يتأتى إلا بمراجعة جذرية للأسس التي بني عليها، والتى شكلت لفترة طويلة إشكالات ما يسمى بالنهضة ثم الحداثة وما بعدها، بفعل التعثرات الكثيرة فى تحقيق طموحات الشعوب العربية وتراجع سقف الأحلام الكبيرة التى رافقت مراحل التحرر من الاستعمار وبناء هذه الدول بعد الاستقلال، ويجدر بالخطاب الثقافى أن يرصد مكامن الداء وأسباب الفشل ويبدأ المثقف بالنقد الذاتى أولا.
وعن الحراك الثقافى فى الجزائر فى الفترة الأخيرة، قال ميهوبى إن المجتمع الجزائرى يعى جيدا أنه لا سبيل لنا فى التطور والمعرفة إلا بالكتاب والقراءة، ولدينا سلوك مدني ممتاز خلق حراكا ثقافيا جماهيريا، مثل: مبادرات للقراءة بإنشاء مكتبات في الشارع، كل مدينة أصبحت تقوم بهذا؛ وهران تقرأ، وقسنطينة تقرأ، نرافق هذه الجهود بالكتب أو الدعم.. أيضا فى جميع المجالات الإبداعية ومنها السينما والمسرح يوجد هذا الوعى بأهمية المعرفة وقيمة التراث.
وذكر أن الجزائر تدعم المشروعات الكبرى بتمويل نسبى، أى بما يساعد على النهوض بالمسرح والسينما، وهو ما حدث مؤخرا فى بعض الأفلام.