تمر اليوم ذكرى ميلاد قاسم أمين صاحب كتاب تحرير المرأة الذى أثار الجدل فى بدايات القرن العشرين، حيث ولد قاسم أمين يوم 1 ديسمبر عام 1863.
وكتاب تحرير المرأة نشره قاسم أمين عام 1899 لكن أثره ظل حتى اليوم مثيرا للنقاش والختلاف، لكن ما الذى قاله قاسم أمين فى كتابه تحرير المرأة، وهنا نعتمد على طبعة الكتاب عن مؤسسة هنداوى.
قال قاسم أمين "سبق لى البحث فى الحجاب بوجه إجمالى فى كتاب نشرته باللغة الفرنساويَّة من أربع سنين مضت؛ ردٍّا على الدوك داركور، وبينت هناك أهم المزايا التى سمح لى المقام بذكرها، ولكن لم أتكلَّم فيما هو الحجاب، ولا في الحدِّ الذي يجب أن يكون عليه، وهنا أقصد أن أتكلَّم فى ذلك".
وأضاف قاسم أمين "ربما يتوهم ناظر أننى أرى الآن رفع الحجاب بالمرة، لكن الحقيقة غير ذلك؛ فإننى لا أزال أدافع عن الحجاب، وأعتبره أصلًا من أصول الأدب التى يلزم التمسُّك بها، غير أنى أطلب أن يكون منطبقًا على ما جاء فى الشريعة الإسلاميَّة، وهو على ما فى تلك الشريعة يخالف ما تعارفه الناس عندنا؛ لما عرض عليهم من حب المغالاة فى الاحتياط والمبالغة فيما يظنُّون عملًا بالأحكام حتى تجاوزوا حدود الشريعة، وأضروا بمنافع الأمة".
وتابع الكتاب "والذى أراه فى هذا الموضوع هو أن الغربيين قد غلوا فى إباحة التكشُّف للنساء إلى درجة يصعب معها أن تتصوَّن المرأة من التعرُّض لمثارات الشهوة، ولا ترضاه عاطفة الحياة، وقد تغالينا نحن فى طلب التحجُّب والتحرُّج من ظهور النساء لأعين الرجال حتى صيَّرنا المرأة أداة من الأدوات، أو متاعًا من المقتنيات وحرمناها من كلِّ المزايا العقليَّة والأدبيَّة التي أعُِدَّت لها بمقتضىالفطرة الإنسانيَّة، وبين هذين الطرفين وسط سنبيِّنه - هو الحجاب الشرعى - وهو الذى أدعو إليه".
وأشار قاسم أمين إلى أن كلُّ مَن عرف التاريخ يعلم أن الحجاب دور من الأدوار التاريخية لحياة المرأة فكانت نساء اليونان يستعملن الخِمار إذا خرجن"، وقال لاروس تحت كلمة خِمار ترك الدين المسيحى: وقال «ويخفين وجههنَّ بطرف منه، كما هو الآن عند الأمم الشرقية للنساء خِمارهن، وحافظ عليه عندما دخل في البلاد؛ فكنَّ يغطين رءوسهن إذا خرجن في الطريق وفي وقت الصلاة، وكانت النساء تستعمل الخمار في القرون الوسطى خصوصًا في القرن التاسع؛ فكان الخمار يحيط بأكتاف المرأة، ويجرُّ على الأرضتقريبًا. واستمرَّ كذلك إلى القرن الثالث عشر؛ حيث صارت النساء تخفِّف منه إلى أن صار كما هو الآن: نسيجًا خفيفًا يُستعمَلُ لحماية الوجه من التراب والبرد، ولكن بقي بعد ذلك بزمن في إسبانيا وفي «. بلاد أمريكا التي كانت تابعة لها".
وعلق قاسم على ذلك قائلا: ومن هذا يرى القارئ أن الحجاب الموجود عندنا ليس خاصٍّا بنا، ولا أن المسلمين هم الذين استحدثوه، لكنه كان عادة معروفة عند كل الأمم تقريبًا، ثمَّ تلاشت طوعًا لمقتضيات الاجتماع، وجريًا على سُنَّة التقدُّم والترقِّي، وهذه المسألة المهمة يلزم البحث فيها من جهتيها الدينية والاجتماعيَّة.