عرفت بالفراشة، لرشاقتها وقوامها الساحر وأنوثتها الطاغية، وكانت لابتسامتها سحر خاص يأخذ قلوب المشاهدين ويذهب بعقول العاشقين هى الفراشة الجميلة سامية جمال.
24 عاما مضت على وفاة الفراشة سامية جمال، حيث غادرت عالمنا، فى هدوء الجميلات عن عمر ناهز 70 عاما، فى 1 ديسمبر من عام 1970، لتنتهى مسيرة جميلة جميلات "برج الحوت" المولودة فى 5 مارس 1924، وإحدى علامات وأيقونات الرقص الشرقى.
ولأنها كانت فتاة أحلام الكثيرين، وأمنية من أمانى العديد من الرجال، فكان من الطبيعى، أن يلتف حولها الكثير، فنانين وسياسيين، وحتى الملوك، وهناك العديد من الحكايات والروايات تناولتها بعض الكتب عن علاقة الفنانة سامية جمال، بعدد من الفنانين، وأيضا بالملك فاروق، آخر ملوك مصر وحكامها من سلالة الأسرة العلوية.
بحسب ما نقله الكاتب أشرف مصطفى توفيق، فى كتاب " نساء الملك فاروق .. العرش الذى أضاعه الهوى"، على لسان الكاتب الصحفى الكبير مصطفى أمين، حيث قال: ذات يوم دخل فريد الأطرش إلى مكتبى شاحبا، أصفر الوجه، كرجل لم ينم منذ عدة أعوام، وكان يرتجف كالخائف، وكان أشبه بجثة هامدة تجلس على كرسى.. قلت له: مالك يا فريد. قال: خاطفها.. قلت: مين خطف مين؟.. قال وهو ينظر حواليه فى رعب: الملك خطف سامية جمال، فى إشارة منه إلى اهتمام الملك بسامية جمال، ومحاولته الاقتراب منها، كما حكى عن تفاصيل ليلة أمضتها "الفراشة" فى غرفة الملكة فى ركن فاروق، ورغم أن فاروق مضى الساعات التى قضاها معاها يناجيها ويناغيها، ويعترف بحبه لها، ويركع تحت قداميها فى محراب غرامها، إلا إنها فى الصباح استيقظت ووجدت فاروق غادر الركن، ولم يكن هناك سوا "بوللى" يدعوها إلى أن يوصلها بسيارته إلى دارها.
ووفقا لما قاله الكاتب فتحى العشرى، فى كتابه "سينما نعم سينما لا: ثانى مرة"، فأن الفنانة سامية جمال، كانت ثانى الفنانات فى حياة الملك فاروق، ورغم إنها لم يكن لها أى دور سياسى فيما عدا محاولتها الفاشلة للجلوس على عرش مصر، فى إشارة منها إلى العلاقة التى دارت بين الفنانة الراحلة والملك السابق، وطموحها للزوج من فاروق، لتكون ملكة البلاد.
السيد سامى شرف، أحد مؤسسى المخابرات العامة المصرية وسكرتير الرئيس عبد الناصر الشخصى للمعلومات، ذكر فى كتابه " سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر جزء 1"، أن الملك فاروق كان يقيم العديد من الحفلات التى تدور فيها كؤوس الخمر، وتمايل السكارى من الحضور، ومن هذه الحفلات حفل أقيم بقصر محمد على بشبرا، ففى هذا الحفل رقصت الراقصة سامية جمال، وتمت فيه مهازل يأبى اللسان على النطق بها والقلم على أن يسطرها، بحسب وصف "شرف".
أما الكاتب الكبير أنيس منصور، فأكد فى كتابه "معنى الكلام" بأن الملك فاروق نسبت له الصحافة الكثير من القصص الغرامية، منها مع الفنانة كاميليا، ومن الراقصة سامية جمال وتحية كاريوكا، سأل عنها ووجد إنها مبالغات، فمثلا سأل الفنانة سامية جمال، فأقسمت له على المصحف أنه لم يكن لها علاقة بالملك.