تستهل المملكة المغربية الشقيقة، غدا الاثنين، انطلاق فعاليات اختيار مدينة "وجدة" المغربية عاصمة للثقافة العربية، خلفا لمحافظة الأقصر، بأسبوع ثقافى مصرى، فى بادرة جديدة لدمج ثقافتى شعبين ومدينتين (سابقة وحالية)، فى احتفالية واحدة، وتأكيد دور مصر الريادى فى مجال الفن والثقافة، حيث العروض مصرية والمكان مغربى، بمشاركة العديد من كبار المسئولين ورموز الفن والثقافة والشخصيات العامة من مصر والمغرب ومختلف الدول العربية الشقيقة.
وترأس وفد مصر الى هذه الاحتفالات، الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وتقام تحت رعاية ملك المغرب محمد السادس، حيث اختارت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) مدينة "وجدة" خلفاً لمحافظة الاقصر لتحمل اللقب.
وتتضمن الفعاليات عروضًا مصرية تجمع عناصر إبداعية متنوعة، حيث تقدم فرقة الموسيقى العربية بدار الاوبرا أمسيات لروائع الطرب يحييها كل من: محمد الخولى، مروة حمدى، مصطفى النجدى ونهاد فتحى الى جانب معرض للفنون التراثية التقليدية.
ويلتقى عدد من المفكرين والأدباء المصريين مع نظرائهم المغاربة فى ندوات فكرية تتناول الثقافة العربية وهويتها ومن بينهم: الدكتور سعيد المصرى أمين المجلس الأعلى للثقافة، والدكتور هشام عزمى رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، والدكتورة هالة البدرى، والشاعرة عزة بدر. وتدير اللقاء الدكتورة لطيفة المسكينى، بالإضافة إلى حوار موسيقى مشترك وعرض لفرقة الأقصر للفنون الشعبية.
وأكدت "عبد الدايم" أن حرص وزارة الثقافة والاتصال المغربية على بدء الاحتفالات بفعاليات مصرية يعكس متانة وقوة العلاقات بين البلدين الشقيقين، خاصة فى المجالات الثقافية والفنية، كما يبرز تميز مفردات قوة مصر الناعمة وتأثيرها الفريد على الحراك الفكرى والفنى بين الأشقاء العرب.
جدير بالذكر أن مبادرة عاصمة الثقافة العربية مضى عليها ثلاثون عاما، وجاءت على غرار، عاصمة الثقافة الأوروبية، حيث تم إقرار مشروع العقد العربى للتنمية الثقافية الذى قدمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم فى الدورة الحادية عشرة لمؤتمر وزراء الثقافة العرب الذى عقد فى الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، خلال شهر نوفمبر 1988 والذى تبنى بدوره اختيار العواصم الثقافية العربية ودعم ترشيحها لدى منظمة اليونسكو.
وبدأت التجربة بإعلان القاهرة عاصمة للثقافة العربية عام 1996 وتنظم كل مدينة تحظى بهذا اللقب العديد من الأنشطة الرامية إلى النهوض بالعمل الثقافى العربى المشترك مثل المعارض وورش العمل والندوات والأسابيع الثقافية والعروض السينمائية والمسرحية وغيرها.
من جانبه، قال محمد الأعرج وزير الثقافة المغربى، "أن اختيار مدينة وجدة عاصمة الثقافة العربية تشريف يستدعى بذل قصارى الجهود لتحويل هذه الحاضرة الألفية إلى مركز حقيقى للعمل الثقافى العربى، وإظهار التراث المغربى وفق برنامج محكم أعد لهذه المناسبة الاستثنائية يتكون من ندوات وعروض وملتقيات ثقافية ومعارض وإنجازات فنية".
وتابع وزير الثقافة المغربى، بقوله "إنه لمن دواعى الفخر والاعتزاز أن تتسلم المملكة المغربية مشعل عاصمة الثقافة العربية من مصر، ذات العراقة الضاربة فى التاريخ، أرض الكنانة واجهة العروبة المشرقة على مر العصور".
ونوه الوزير المغربى بمكانة الأقصر فى سجل الحضارة الإنسانية، قائلا: "مكانة ازدادت بها طيلة العام المنصرم، حيث اكتسبت الإبداع والمبادرات الثقافية الرائدة، وأصبحت قبلة للعمل الثقافى العربى، ونموذجا يحتذى به لاستثمار الثقافة فى تنشيط دور الحياة بالمجال التراثى لمحافظة الأقصر التى نجحت فى فتح جسور نحو العالم الغربى، نقلت فيها عبر قاطرة الثقافة قيم الحوار والسلم والتعايش".
وأشار إلى أن برنامج "وجدة عاصمة الثقافة العربية" يتضمن 910 أنشطة ثقافية وفنية، لافتا إلى أن "هذه المناسبة فرصة لإعادة تقييم صورة المغرب الغنية، فى المجال الثقافى على المستوى العربي"، معتبراً أن برنامج الدورة الحالية الأهم على مستوى المنطقة العربية.