فى ذكرى اختراع التليسكوب.. كيف رآى الفراعنة الشمس وأساطيرها؟

في يوم 3 ديسمبر من عام1621 استطاع عالم الفلك الإيطالى جاليليو جاليلى، أن يخترع التلسكوب الخاص به، ويدفعنا ذلك لتأمل الحالة التى نظر بها الفراعنة القدماء إلى الفلك خاصة الشمس. ويقول كتاب "الفلك والفضاء.. من الخرافات والتنجيم إلى تلسكوب هابل"، لـ عبد الأمير المؤمن، الصادر عن الدار الثقافية للنشر، إنه إذا أردنا أن نذكر جذور العلوم المصرية القديمة فلابد أن ندخل فى معمعمة أساطيرهم وآلهتهم، ومن أساطيرهم واحدة تقول إن العلوم كلها اخترعها منذ 18 ألف سنة قبل الميلاد "تحوت" إله الحكمة المصرى، من خلال حكمه على ظهر الأرض البالغ 3 آلاف سنة. ولا مناص من الدخول فى قلب الأساطير لننتزع الأفكار الفلكية التي اعتقدوا بها، فالعلم المصرى خاصة لم يكن بأيدى الناس، وإنما احتكره الكهنة، فالكهنة هم العلماء والمشرفون على العلوم والفنون والصناعات، وكانوا يقيمون في المعابد بعيدًا عن صخب الحياة وضجيجيها وهناك وضعوا أسس العلوم. ويؤكد ويل ديورانت فى كتابه الشهير "قصة الحضارة" على الجانب الفلكى فيقول: "وكان الكهنة يرون أن دراساتهم الفلكية من العلوم السرية الخفية التى لا يحبون أن يكشفوا أسرارها للسوقة من الناس". والمصريون القدماء اعتقدوا بعدد كبير من الآلهة وربطوا بين هذه الآلهة والأمور الحياتية الكثيرة، فلكل مظهر وشيء إله، ومن ذلك مظاهر الطبيعة الكبيرة فلأرض إله وللقمر إله وللشمس إله وللهواء إله وللجبال إله وعلى رأس هذه الآلهة الكبيرة يقف الإله "رع" إله الشمس فهو أبو الآلهة، وملك الآلهة، وملك البشر". أما سبب تبوأ الشمس هذه المكانة المرموقة فذلك لمزاياها الكثيرة، فهى فى حضور دائم تشرق يوميًا لتبدأ رحلة طويلة من الصباح حتى المساء، وهى على هذا الحال منذ أمد طويل، ولا زالت وسوف تبقى للأجيال المقبلة، مصدر خير كبير، وفى رحلتها اليومية تخيلها المصريون حين تشرق طفلا أسموه "خبرى" وعند الظهر أسموه "رع" وعند المساء تخيلوه شيخا وقورا أسموه "أتوم". ولكن كيف تتحرك الشمس يوميًا من الشرق إلى الغرب، لابد من مركب، فتخيلوا لها مركبا لتعبر به السماء، كما يعبر المصرى النيل بالقارب من الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية. وهى فى كل ذلك مصورة على شكل إنسان قادر قدير خلق نفسه بنفسه، وخلق الكون كله، فهو الذى أوجد السماء وأوجد الأجرام السماوية المنتشرة فيها، وقد حفظت لنا المقابر والبرديات أكثر من صورة للسماء، ومن أشهر الصور الكونية صورة البقرة السماوية المنحوتة على الجدران الحجرية فى عدد من المقابر الملكية، والصورة تمثل السماء على شكل بقرة قائمة يسندها عدد من الآلهة، فالإله "شو" إله الهواء تحت البقرة يسند بطنها وحول كل رجل من أرجلها إلهان يسندانها وفى بطن البقرة صف من النجوم إضافة إلى زورقين يبحران في طول بطنها وفي أحدهما يتخذ من قرص الشمس رداء لرأسه. ومن الصور الكونية الشهيرة الأخرى الموجودة فى البرديات والمقابر رسم يمثل أحد الآلهة وهو "نوت" إله السماء، وقد توهموا فى هذا الرسم أن السماء كلها محاطة بجسم الإله "نوت" تحمل جسمها على أطراف يديها وقدميها ويمتد تحتها إله الأرض "جب" وإله الإله "شو" يقف فى الوسط.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;