يناقش الإعلامى خالد منصور فى حلقة اليوم الأربعاء، 23 مارس 2016 من برنامج ليالى "ليلة القصة والرواية" فى تمام الساعة العاشرة مساء على قناة النيل الثقافية روايتى "باولو" للكاتب والروائى يوسف رخا و"خير الله الجبل" للكاتب والروائى علاء فرغلى .
رواية "باولو" للروائى يوسف رخا تحتوى التفريغ الكامل لمدونة "الأسد على حق" التى ظهرت على الإنترنت بالتزامن مع فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة لأنصار الرئيس المصرى السابق محمد مرسى من الإسلاميين المحتجين على عزله من منصبه، وتتضمن المدونة شهادة أحد الأطراف المنخرطين فى "الحراك الثورى" منذ ٢٠١١ عن الفترة السابقة على انتخاب مرسى والصراعات السرية المشتعلة حينذاك، لكن الناشط الثورى الذى يدلى بأقواله هنا ليس كما يبدو للوهلة الأولى مجرد مصور فوتوغرافى أو مدير مكتبة خاصة من مثقفى وسط القاهرة، إن "باولو" أيضًا عميل لدى مباحث أمن الدولة و"دون جوان" لم تنجُ واحدة ممن وقعن فى غرامه من الموت، وهو كما يرى نفسه الزعيم الخفى للثورة، الذى يحمل لـ "الثوار" نبوءة هزيمتهم القاطعة.
تحت السطح البرىء لـ"الربيع العربى" هناك رواية أتعس لأحداث تاريخية لم يفهمها أبطالها، رواية الزيف والعنف والجريمة، وإخفاق "النخبة المدنية" فى تجاوز عقود من القمع والحرمان ما كان التظاهر ليزيل آثارها أبدًا فى وجود الإسلام السياسى، إنها رواية شيقة رغم كابوسيتها، ولعل هذا الملاك الشرير أفضل من يمكنه سردها.
وعن رواية "خير الله الجبل" أشار علاء فرغلى إلى أن مجتمع المدينة بقوانينه الصارمة، إنما هو موطن لخليط من كل هؤلاء "الريفى والقاهرى والبدوى والغريب والتائه والهارب وغيرهم"، لافتًا إلى أن هؤلاء تجمعهم "خيرالله" كما تجمعهم كل منطقة عشوائية، حيث يتحزب فيها الأقارب والمعارف والبلديات، لتصبح عصبيات لا يربط بينها سوى الرغبة فى الشعور بالأمان، فالرواية ترصد "خير الله.. الجبل"، تلك المنطقة التى تقع فى قلب القاهرة القديمة، حيث النشأة والمولد منذ بداية الثمانينيات، مرورًا بمرحلة الطريق الدائرى، الذى شق قلبها كما يشق مسار جوى سحابها، ولا ينال سكانها منه سوى هدير السيارات العابرة من القاهرة إلى الجيزة إلى القاهرة الجديدة، فهى نموذج لحى عشوائى، صار كآلاف غيره مفرخًا للخوف والغضب والضعف، عبئًا ثقيلًا على كاهل مجتمعه الأكبر، مشيرًا إلى أنها رغم وقوعها فى قلب القاهرة القديمة، إلا أنها تظل الابعد عن مجتمع العاصمة بشوارعها وسكانها وطبيعته، فترصد النشأة وتطور الحياة فى منطقة من أخطر المناطق عشوائية فى قلب القاهرة التى زحف اليها مجموعات من البشر فى بداية الثمانينيات، حيث كانت أرضا صحراوية فى قلب القاهرة القديمة تنتشر بها المعالم الأثرية التى تم القضاء عليها وهدمها واستخدام احجارها فى بناء المنازل العشوائية، وذلك من خلال رصد لبعض قصص سكان هذه المنطقة بداية ممن قاموا بالسيطرة عليها من بلطجية وسارقى أراضى إلى المشردين والنازحين والباحثين عن مأوى فى سياق قصص إنسانية بحته ترصد الحياة كما هى.