ولد الشيخ محمد المهدى العباسى عام 1827 م ورحل عام 1897م فى الإسكندرية، كان مفتياً للديار المصرية، وهو أول من جمع بين منصبى الإفتاء ومشيخة الأزهر، واستمر بالافتاء أربعين سنة.
وقصة تولى الشيخ محمد المهدى العباسى منصب الإفتاء غريبة، حيث تولى هذا المنصب وعمره 21 سنة وكان طالب علم يلازم حلقات العلماء لا يصلح للنهوض بأعباء الفتوى، والسبب أن إبراهيم باشا الذى كان فى زيارة إلى عاصمة الخلافة العثمانية ليتسلم من السلطان مرسوم ولايته على مصر، تقابل هناك مع شيخ الإسلام عارف بك، فأوصاه خيرًا بذرية الشيخ محمد المهدى الكبير، وأن يولى منهم من يصلح لمنصب أبيه، فاستجاب إبراهيم باشا لوصية شيخ الإسلام وحرص على استرضائه، فعزل المفتى القديم، وأقام محمد المهدي في منصبه، وهو لا يزال غض الإهاب، لم يتجاوز مرحلة طلب العلم.
وحلًا لهذا المعضلة عُقد للمفتى الجديد مجلس بالقلعة حضره مصطفى العروسى شيخ الجامع الأزهر وكبار العلماء، واتفقوا على تعيين أمين للفتوى يقوم بشئونها حتى يتأهل صاحبها، ويباشرها بنفسه.
وفى عهد الخديوى إسماعيل تولى محمد المهدى الأزهر سنة (1870م) خلفًا للشيخ مصطفى العروسى، مع احتفاظه بمنصب الإفتاء، فكان أول من جمع بين المنصبين وأول حنفى يتولى مشيخة الأزهر، وكان عادة يتولى المشيخة العلماء من أصحاب المذهب الشافعى، وهو يعد أصغر من تولى المشيخة فى تاريخها.