"لو اكتشفت المنظمة أمر علاقتى بألبير فرعون لطردتنى.. إنه أمر ضد المبادئ الصهيونية"، هكذا تعترف رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة جولدا مائير بوجود علاقة عاطفية بينها وبين لبنانى من أصول فلسطينية، وهو ما ظهر فى رواية صدرت للروائى البنانى الأصل سليم نصيب، قامت دار نوفل الفلسطينية، بإصدار النسخة العربية منها من ترجمة مى حمادة عام 2010.
وتمر اليوم الذكرى الـ40 على رحيل جولدا مائير، رئيسة وزراء الإسرائيلية السابقة التي عاشت ما يناهز 80 عاما.
وبعيدا عن الجانب السياسى، الملئ بالدموية، والعنف، تجاه الشعب الفلسطينى، هناك رواية أدبية، تكشف وجها آخر للمرأة الوحيدة التى تولت منصب رئاسة الحكومة لدولة الكيان الصهيونى، يكشف جوانب عاطفية ورمانسية من حياة المرأة الحديدية .
والرواية هى "العشيق الفلسطينى" للكاتب سليم نصيب، التى صدرت للمرة الأولى عام 2004، وهى عبارة عن قصة يحكيها فؤاد الخورى، حفيد ألبير فرعون، فى الفترة ما بين 1929، و1933، إذ يكشف وجود علاقة جنسية سرية، جمعت بين رئيسة الوزراء الإسرائيلية، وبين فلسطينى كان يعيش فى لبنان، ويسرد الكاتب القصة في إطار تاريخي، مستعيداً الأحداث والمأساة التي طبعت أرض فلسطين منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى نكبة 1948.
تعرف "فرعون" على "مائير" خلال حفل عيد ميلاد ملك بريطانيا السابق، وذلك بناء على دعوة من المندوب السامى البريطانى فى ذلك الوقت، لتتطور العلاقة سريعا بين الشاب العربى، والفتاة ذات الأصول الأوكرانية.
ووفقا لتقرير نشرتها جريدة" معاريف" الإسرائيلية، فإن العلاقة بين جولدا وألبير فرعون كانت قبل اندماج جولدا مائير فى الحركة الصهيونية من خلال نقابة العمل اليهودى"الهستدروت"، واستمرت العلاقة الجنسية المنتظمة خمس سنوات، ولم تنقطع إلا عندما سافرت جولدا مائير إلى الولايات المتحدة الأمريكية بتكليف من الحركة الصهيونية لإبعادها عن الغرام الملتهب، وشهدت حارة اليهود فى القاهرة بعضا من فصول هذه القصة المثيرة.
وتشير الكتابات الإسرائيلية عن تلك القصة أنها لم تكن مجرد علاقة جنسية عابرة بين جولدا وألبير، لكن عواطفها تجاه ألبير كانت صادقة، فقد زارته مائير ألبير فى منزله مرتين بعد افتراقهما بفترة طويلة، الأولى عام 1937 لتبلغه بأن الوضع فى حيفا أصبح خطيرا، بعد قبول البريطانيين بتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية وأخرى فلسطينية، فيما كانت الزيارة الثانية كانت سنة 1948، وطلبت منه البقاء فى حيفا بعد سقوط المدينة فى يد اليهود، وهو ما يعنى إخلاصها له ولو كان على حساب معتقداتها الصهيونية.