وقع اختيار الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، على الكاتب محمد سلماوى، ليكون ممثلا له، فى احتفالات تسليم جائزة نوبل لعام 1988، لإلقاء كلمته أمام الحضور بالأكاديمية السويدية، ولجنة نوبل.
كانت من ضمن الأسباب التى جعلت صاحب "زقاق المدق"، والذى تحل اليوم ذكرى ميلاده الـ107، إذ ولد فى 11 ديسمبر عام 1911، بحى الجمالية بالقاهرة، يختاره لتمثيله فى نوبل، حيث قال حينها "أردت أن أقول إن مصر ليست نجيب محفوظ فقط، وجيله، ولكن هناك أجيال أخرى شابة، ثانيا أردت أن أمد يدى بالجائزة للأجيال".
الكاتب الكبير محمد سلماوى، روى عن موقف طريف تعرض له بسبب خطاب الأديب العالمى نجيب محفوظ الموجه إلى الأكاديمية السويدية للعلوم، (الجهة المانحة لنوبل)، خلال احتفالية ذكرى ميلاد أديب نوبل الـ107، بمكتبة ديوان، حيث كان يحتوى الخطاب عبارات عن تأييد للقضية الفلسطينية، ويطالب بحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة، جانبا إلى جانب مع الدولة العبرية.
وكان صاحب الثلاثية أوصى "سلماوى" بضرورة قراءة البيان باللغتين العربية والأجنبية، وذلك لكونه يرى أن اللغة العربية هى الفائزة، وهو ما أشار إليه "محفوظ" فى كلمته.
الكاتب الكبير محمد سلماوى، كان توجه إلى ستوكهولم لحضور احتفالات نوبل، بدلا من صاحب "الحرافيش"، وكان يراود "سلماوى" الشكوك" حول مدى تقبل المنظمين لكلمة نجيب محفوظ، خاصة وأنها تناصر القضية الفلسطينية، وهو يعلم مدى سيطرة اللوبى الصهيونى على الغرب الأوروبى، على حد وصفه.
الغريب أنه فى ليلة اليوم الذى يسبق الاحتفالية، فوجئ "سلماوى"، برئيس لجنة نوبل، يترك له رسالة هامة مع استقبال الفندق الذى يقيم فيه، يطلب فيها أن يتحدث إليه فى مسألة هامة تخص خطاب نجيب محفوظ الموجه للاحتفالية.
الأديب الكبير محمد سلماوى، راودته الشكوك، حول محاولة لجنة نوبل فى تعديل الخطاب، خاصة الجزء الذى يخص القضية الفلسطينية، بحجة أنها مناسبة ثقافية وليست سياسية، وشعر أنه فى مأزق بسبب أنه ليس له الحق فى تعديل أى من محتوى الخطاب، خاصة وأنها أمانة حملها إياه الأديب العالمى، ليقول كلماته أمام الحضور من العالم.
الحيرة التى عاش فيها محمد سلماوى ذلك الوقت جعلته يجتمع بالوفد الإعلامى المرافق، وكان من بينهم الإعلامى البارز مفيد فوزى، إذ روى عليهم شكوكه، حول طلب لجنة نوبل حذف العبارة الخاصة بالفلسطينين، وأكد لهم أنه سوف ينسحب من الاحتفالية حال قاموا بذلك، وهو ما رحب به الحضور، وأكدوا انسحابهم جميعا إن حدث ذلك.
"سلماوى" قرر أن يواجه شكوكه ويتصل برئيس اللجنة، والذى قال له إن هناك عبارة فى الخطاب يطلب تعديلها، لكن سلماوى رفض بحجة أنه ليس مخول له أى تعديل، فطلب منه رئيس اللجنة أن يتصل بصاحب الثلاثية من أجل أخذ رأيه فى تعديل، خاصة وأنه أمر بسيط، لكن سلماوى رفض أيضا.
رئيس اللجنة حاول توضيح الأمر لسلماوى، الذى يعتقد أنه يخص الجزء الخاص بالقضية الفلسطينية، إلى أن أوضح له رئيس اللجنة أن نجيب محفوظ فى بداية خطابه، وجه الشكر إلى لجنة نوبل باعتبارها الجهة المانحة، وأنه يطلب تعديلها إلى الأكاديمية السويدية لأنها من تمنح الجائزة، وهنا أحس "سلماوى" ببساطة الأمر الذى جعله مرتبكا طيلة الوقت، ويقول له "عدل زى ما أنت عاوز".