قالت الكاتبة السعودية، أميمة الخميس، الفائزة بجائزة نجيب محفوظ الأدبية لعام 2018، عن روايتها "مسرى الغرانيق فى مدن العقيق": "إن نجيب محفوظ هو سيزيف الرواية العربية، وذلك عندما كان الذائقة معتقلة داخل مقصورتها الشعرية، والشعر يجتاح الديوان ويهيمن عليه، فالقصيدة للعربى، هى ليس فقط مغامرة لغوية، لكنها هوية وبيت له، بين شطريه مقام القصيدة ابنه لسلالات وقوافل تقصد وداى عبقر، ليهمس لها بوجودها يسرب لها صبواتها.
وأضافت "الخميس" خلال حفل تسلمها جائزة نجيب محفوظ بالجامعة الأمريكية: "كان السرد داخل هذا المشهد المتخم بشعريته يقصى إلى الهوامش والأطراف، حيث المقابسات وحكايات ندماء البلاط والسير والمغازى، وما هنالك من الأنواع التى كانت الذائقة الكلاسيكية المتعجرفة تنعتها بالأدب المزدول وتدرجها مقام الطارئ والهجين.
وتابعت: فى وسط هذا المناخ ظل نجيب محفوظ متأبطا الرواية متصعدا بها درب الجلجلة،، وحتى وإن عاصر الأديب العقاد وهو الذى يحرك بوصلة الذائقة الأدبية آنذاك، لكن محفوظ كبيرنا الذى علمنا السحر واقتراف الحكاية ألقى عصاه فأصبح اليومى البسيط والمتوارى المسكوت عنه، قطرة تختزل الكون الأكبر، ونهضت الرواية كبنيان شاهق موازى لحكاية التاريخ، والتى كانت طول الوقت معنية باخبار المعارك والملوك، فاقتربت الرواية من الهامشى تبحث عن الإنسانى فى البطولات الفردية، عن النضالات التى تقارع قوى البطش والطغيان، وعالم يتربص به الفناء.