فى 13 ديسمبر 2003 تمكنت قوات الاحتلال الأمريكية من إلقاء القبض على الرئيس العراقى صدام حسين بعد شهور من اجتياحها بغداد، ويكشف كتاب (استجواب الرئيس) لـ جون نكسون، الذى يعد أول من التقى الرئيس العراقى بعد وقوعه فى الأسر، الكثير من الأسرار عن تلك الفترة الصعبة فى تاريخ العراق.
يقول الكتاب: "كان من الواضح أن صدام حسين يشكل تهديدًا للمصالح الأمريكية فى منطقة من العالم تعتبرها الحكومة الأمريكية منطقة حيوية".
ويقول الكتاب عن صدام حسين: "تسلم مجتمعًا فخورًا بنفسه وكثير التقدم وسحقه فى التراب بحكمه المشوه، ثم فى المراحل اللاحقة من حكمه أصبح مهووسًا بموقعه فى التاريخ وكاد أن يبعد نفسه عن الشئون الخارجية، وبدا كأنه يتطلع إلى التعويض عن بداياته المتواضعة، وكان يشبه فى العديد من النواحى أحد المتقاعدين الذين يعشقون مشاهدة قناة التاريخ التليفزيونية، كان التاريخ يسحره ولكنه كان يفتقر إلى العمق الفكرى ليتعلم من دروسه، أما قرارات السياسة الخارجية فلقد انتقلت بشكل متزايد إلى أيدى المتشددين من أمثال نائب الرئيس العراقى طه ياسين رمضان، ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزت إبراهيم الدوري، ووزير الخارجية السابق طارق عزيز، إن عدوانيتهم ومحدودية الرؤية العميقة لديهم جعلت رمضان وحلقته يفوتان فرصا عديدة لاختراق عزلة العراق الدولية، أما صدام فلقد زاد من اهتمامه بالأمن الداخلى وبمتابعة ما يلهيه.
ويقول مؤلف الكتاب إن صدام حسين خلال فترة أسرة كان يقول إنه مؤلف، ما جعل التوفيق صعبًا بين صدام الحديث وشخصيته السابقة.
أما عن كيفية سقوط صدام حسين فيقول مؤلف الكتاب (كانت القوات الأمريكية قد استطاعت القبض على محمد إبراهيم عمر المسلط يوم 12 ديسمبر 2003، وكان محمد إبراهيم هو رئيس حراس صدام الشخصيين خلال فترة فراره، وسرعان ما انهار وبسهولة بعد أن حاول التأكيد بأنه لا يعرف مكان وجود صدام، غير أن إغراء الجائزة (25 مليون دولار) قد تفوق على الولاء الشخصي، فقاد أفراد القوات الخاصة إلى مخبأ صدام حسين.
ويتابع الكتاب: "قاد محمد إبراهيم القوات الخاصة إلى المزرعة ذاتها التى كان صدام قد اختبأ فيها فى عام 1959 فى أعقاب اشتراكه فى المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم الذى قاد الانقلاب الذى أسفر عن مقتل الملك فيصل الثانى والقضاء على النظام الملكى الهاشمى الذى حكم العراق مدة سبعة وثلاثين عامًا".