صدر عن سلسلة العبور التى تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة الكتاب السادس بعنوان "بطولة الأورطة المصرية فى حرب المكسيك"، للأمير عمر طوسون.
وصدر هذا الكتاب للمرة الأولى فى عام 1933، وجاء فى تقديم محمد نبيل محمد رئيس تحرير السلسلة: "عندما أنهت القوات المصرية دورها وأتمت مهامها فى المكسيك تنفيذًا لأوامر والى مصر بعد استنجاد إمبراطور فرنسا الثالث بالجيش المصرى لتثبيت دعائم حكمه بالقارة اللاتينية، كانت المراسلات الرسمية من الإمبراطورية الفرنسية إلى مصر مفعمة بالتقدير المتزايد لبسالة الجندى المصرى ومهارته فى أداء مهمته باحتراف منقطع النظير".
ويضيف: "وربما كانت هذه الشهادات من أعتى القوى الحاكمة لمساحات شاسعة من المعمورة ما دفعنا إلى تقديم أحد أهم منجزات العسكرية المصرية المجيدة التى طالت سمعتها الشاطئ الآخر للأطلنطى والقارة اللاتينية الجديدة المكتشفة حديثًا، فكان هذا الكتاب الذى تضمن شهادات عدة، منها على سبيل المثال ما جاء فى أول تقرير فرنسى عن تلك الأورطة: إنها كانت ذات ملابس حسنة وسلاح جيد وهيئة أنيقة واستعداد عسكرى يثير إعجاب كل من يراه.
يشار إلى أنه فى 1857 شنت الإمبراطورية الفرنسية حربًا تذرعت لها بإساءة حكومة المكسيك معاملة رعايا فرنسا وإنجلترا وإسبانيا وعدم تسديد ما عليها من ديون، غير أن الدافع الأساسى للحرب كان رغبة هذه الدول فى إقامة حكومة موالية لها تحقق التوازن مع الولايات المتحدة الأمريكية، غير أن بريطانيا وإسبانيا لم تلبثا أن سحبتا قواتهما بعد أربعة أشهر من القتال، وتركتا فرنسا فى ورطة.
ومن هنا سعى نابليون الثالث لدى الخديوى سعيد لإرسال قوات مصرية للمشاركة فى نجدة الجيوش الفرنسية من هزيمة قد تلحق العار بالإمبراطورية، وكانت البطولات الباعثة للفخر للعسكرية المصرية، وكان هذا الكتاب بمثابة وثيقة أبدية للتاريخ المجيد للمقاتل المصرى".