قصد كتاب "أديان ومعتقدات العرب قبل الإسلام" لـ سميح دغيم، الصادر عن دار الفكر اللبناني، التمییز بین الدين والمعتقد عند العرب قبل الإسلام، لتبیان أديان الوحي السائدة آنذاك، المعتقدات غیر الموحى بھا.
ويتابع الكتاب أن في ھذا التمییز اصطناع منھجي قسري، فرضته ظروف الدراسة، ومقتضیات زمنیة تاريخیة. ونحن ھنا نذھب إلى اعتبار أن لا تمییز في الأساس بین الدين والمعتقد، جل ما في الأمر، أن ھناك ديانات سماوية قید لھا الانتشار وبلوغ الجزيرة العربیة (المسیحیة والیھودية..)، فانصاغت عند شعوب تلك البقعة الجغرافیة كل بحسب خلفیاته ومعتقداته الفكرية. إذن ھناك معتقدات أي طرق تفكیر وآفاق تفكیر، وبنى ذھنیة ھي التي تستوعب وتبني ونصیغ. وعندما يتمكن الدين الموحى به من ذھنیة شعب ما أو مجموعة بشرية ما، يصبح طريقة تفكیر ومنحى تفكیر، أي معتقدا، ومن ھذا المنحى يندمج الدين مع المعتقد.
ويؤكد الكتاب أنه لن يخوض في التفسیرات اللغوية والأثیمولوجیة للفظة دين ولفظة معتقد، فإن ذلك سوف يستغرق مباحث جانبیة لا يسعى إلیھا. وإذا كان البعض يرى في المعتقد مرحلة عدم ثبات وترجرج، انطلاقا من أن لفظة اعتقاد لا ترقى إلى مستوى الیقین العلم، إلا أن اعتقاد الشيء على ما ھو به، يرقى إلى مستوى الیقین العلم. وبذلك يمكن لنا من وجه ما، ھو ما نسعى إلیه أن نوفق بین المعتقد والدين، معتمدين الفصل المنھجى الدراسى للتمییز بینھما.