خلال كشف أثرى جديد، أعلن الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، نجاح البعثة الأثرية المصرية فى اكتشاف مقبرة "واح تى" أحد كبار الموظفين بسقارة من عهد الملك نفر اير كارع من أواخر الأسرة الخامسة، ويعود عمرها إلى أكثر من 4400 عام، ولم تمس من قبل وتتميز بالألوان الرائعة.
والأسرة المصرية الخامسة، التى تعود المقبرة إلى عصرها، حكمت مصر من عام 2513 إلى عام 2374 قبل الميلاد، حيث جاءت بعد الأسرة الرابعة التى قامت ببناء أهرامات الجيزة الكبيرة، فاضطر معظم ملوك الأسرة الخامسة بناء أهراماتهم وقبورهم فى أبو صير جنوب الجيزة، وعدد حكامها هو 9 ملوك.
وبحسب كتاب "كفاح شعب مصر ضد الهكسوس وعودة الروح" للدكتور عبد الحليم نور الدين، فإن عصر الأسرة الخامسة تميز بنزعة دينية تمثلت فى ازدياد نفوذ عباس الشمس، كما تميز بنوع من الديمقراطية، فلم يعد الحاجز فيها قويا بين الملك وكبار رجال الدولة الذين أصبح من حقهم بناء مقابر ضخمة تزين بالنقوش جدرانها معبرة عن سلطانهم وترفهم، ولم يعد من حق أقامة التماثيل وغيرها مقصورا على الملوك فحسب، كما كان الحال فى الأسرة الرابعة، بل تعداه إلى كبار رجال الدولة، وهو ما يمثل الحالة التى ظهرت عليها المقبرة المكتشفة حديثا.
وأكد الدكتور مصطفى وزير، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن جدران المقبرة تحمل العديد من النقوش الملونة التى تحمل اسم زوجة صاحب المقبرة "ورت بتاح"، والعديد من المناظر التى تصور صاحب المقبرة مع أمه "مريت مين"، وعائلته من زوجته وأولاده، ومناظر الحفلة الموسيقية، وصناعة النبيذ، وصناعة الفخار، ومناظر تقدمة القرابين، ومناظر إبحار المراكب، وصناعة الأثاث الجنائزى، وصيد الطيور، وصناعة التماثيل، وسحب التماثيل، بالإضافة إلى نصوص من السيرة الذاتية لصاحب المقبرة.
ويضع عالم الآثار المصرية الدكتور زاهى حواس، فى كتابه "معجزة هرم الملك خوفو" تسلل ملوك تلك الأسرة التى وصلوا إلى 9 حكام أولهم الملك وسركاف من عام 2513 إلى 2506 ق.م، والثانى الملوك هو الملك ساحورع من عام 2506 إلى 2492 ق.م، والثالث هو الملك نفر إير كارع "كاكاى" التى تعود المقبرة المكتشفة حديثا إلى عهده، وكان فترة حكمه بين عامى 2492 إلى 2482 ق.م، والرابع هو الملك شبسكارع من عام 2482 إلى 2475 ق.م، والخامس هو الملك نفر إف رع، من عام 2475 إلى 2474، والسادس الملوك هو نى وسر رع من عام 2474 إلى 2444 ق.م.
أما سابع ملوك الأسرة الخامسة، فكان الملك منكا وحور، وحكم البلاد بين عامى 2444 إلى 2436 ق.م، وثامن ملوك الأسرة كان الملك جد كارع إسيسى، وحكم مصر بين عامى 2436 إلى 2404 ق.م، وآخر ملوك الأسرة كان الملك ونيس وحكم بين عامى 2404 إلى عام 2374 ق.م.
وبحسب كتاب "هؤلاء حكموا مصر" للكاتب حمدى عثمان، فإن عهد الملك كاكاى، تميز بأنه كان يعطى هبات لمعابد الآلهة فقد كان محبا للآلهة والقائمين على خدمتها من الكهنة.
وحول النزعة الدينية التى تميز بها عصر حكام الأسرة الخامسة وبينهم كاكاى، فيوضح كتاب "موسى وهارون من هو فرعون موسى" للدكتور رشدى البدراوى، أن كهنة هليوبليس أشاعوا أن الإله "رع" اختار زوجة كبار الكهنة وجلها تلد منه ثلاثة أبناء هم باكورة جيل جديد من الملوك، وأعطتهم إيزيس أسماءهم، وجعلتهم ملوكا حقيقين، وهم الملوك الثلاثة أوسركاف، وسحورع، وكاكاى، وكان ذلك ردا على عدم رضا الكهنة بتسخير الشعب كله لبناء الأهرامات خلال الأسرتين الثلاثة والرابعة، فآرادو تغيير الحكم.