صدر فى القاهرة مؤخراً كتاب "فى البحث عن الحقيقة الكردية" للكاتب الكردى محمد أرسلان على، ويقع فى 195 صفحة من القطع المتوسط، ويقدم فيها الكاتب محاولة جديدة للتعريف بقضية الكرد والغوص فى تاريخهم.
ويقدم الكاتب فى كتابه محاولة تبسيط لمرافعات القائد الكردى عبدالله أوجلان، والتى نُشرت فى مجلدات للغات عدة من بينها العربية، مقدماً قراءة فى فكرة من جانب، وساعياً لإعادة طرح تاريخ الكرد من منظوره الخاص مؤكداً أن التاريخ إذا كان يكتبه المنتصرون وفقاً للرؤية الشهيرة فإن تاريخ المضطهدين والمقهورين لابد أن يجد هو الآخر من يكتبه ويسعى لتقديمه.
والكتاب يضم مجموعة مقالات تحت عنوان في البحث عن الحقيقة الكردية قدمها الكاتب في أحد المواقع المصرية٫ ثم عاد ليقدمها في كتاب، مقدماً أولى خطوات البحث في حقيقة الشعب الكردي الذي يعيش مجزئا بين أربع دول، والذي قابل ألوان من المعاناة لم يقابلها غيره من الشعوب، حتى اللحظة الراهنة.
ويأتي صدور الكتاب في مرحلة فارقة ومفصلية يعيشها الأكراد في تاريخهم، والتي تأتي أيضا بالتزامن مع الأزمات التي تشهدها المنطقة.
ويقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول يضم الأول والذي يأتي تحت عنوان البحث فلسفيا في الحقيقة الكردية: " ضرورة البحث الفلسفي لمعرفة حقيقة الكرد، الوجود والنشوء والوعي في الظاهرة الكردية، دور الفكر في المعرفة التاريخية للوصول إلى الحقيقة"، ويضم الفصل الثاني والذي جاء تحت عنوان البحث تاريخيا في الحقيقة الكردية مجموعة من العناوين من بينها " التاريخ ودوره في إثبات الحاضر ورسم المستقبل، الكرد ليسوا مهاجرين بل هم أشلاء في مناطقهم، الإمارات والممالك التي أسسها الكرد، الجمهوريات الكردية في العصر الحديث، موجز تاريخ كردستان، غزو كردستان، عدم احتلال الكرد مكانا في تواريخ الأمة لايعني أنهم بلا تاريخ".
وجاء الفصل الثالث بعنوان البحث ثقافيا في الحقيقة الكردية، متضمنا العناوين التالية: " لا يمكن تجاوز القوة الثقافية لأية حضارة، حفاظ الكرد على كينونتهم الثقافية هو سر وجودهم، فهم أية مدنية مرتبط بالتاريخ والموروث الثقافي، المرحلة النيوليتية هي أساس تكون المدنيات، لايمكن تصور المدينة الفرعونية دون حضارة ميتزوبوتاميا، دور الكرد ومساهماته في الحضارة القديمة، أهم المناطق الكردية في العصرين الوسيط والحديث".
والكاتب يشتبك في عمله مع عدد من القضايا ويطرح رؤى ومواقف تحتاج إلى البحث والنقاش والاشتباك في بعض الأحيان، لكنه في النهاية يؤرخ لحاله قومه وشعبه بطريقة سلسة لم يسبقه لها أي من أدبيات الكتابة الكردية.
ويؤكد الكاتب أن الكرد كانوا ضحية عملية تقسيم المنطقة التي جرت قبل مئة عام في اتفاق سايكس بيكو الذي شكل المنطقة لوضعها الحالي، والذي بدأت إرهاصات تغييره مجددا في إطار ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد.
ويذهب الكاتب إلى أن الكرد يلاقون حملة إبادة بحقهم سواء ثقافيا أو جسديا على يد القوى الرأسمالية وبإيعاز منها، وأن المعضلة الأساسية التي يواجهونها هي إثبات الهوية الكردية من كافة النواحي وطنيا واجتماعيا وثقافيا وصولا إلى حقيقة وجود الكرد الضاربة بجذورها في التاريخ والتي يسعى في كتابه لإثباتها وتأصيلها.
ويقدم للكتاب عددا من الشخصيات إضافة إلى مقدمة المؤلف، منهم السياسي الكردي سيهانوك ديبو، والدكتور رجائي فايد رئيس المركز المصري للدراسات والبحوث الكردية، والكاتب الكردية بشرى علي.